التأقلم مع ما لا يطاق
وماذا بعد ؟؟وماذا بعد الضجيج الصاخب الذي يندلع في دواخلنا؟؟ وماذا بعد تلك النظرة المتباهية تجاه الحياه والموت في المعني المتاح للبشرية ؟وماذا يفعل الناجون بالأرض ؟هل يعيدون الحكاية؟ ما البداية؟ ما النهاية؟ هل عشنا حياة طيبة".مثل البطل الاسطوري سيزيف..ناقل الصخرة الابدي , ومبتكر الملل .. الذي عاش حياته يدحرج ويصعد ويهبط..لا هو وصل القمة..ولا هو توقف عند القاع..هل نحن نعانق الحياه ونتقاءل بها ونعشقها؟؟ “هل فتحنا "صندوق باندورا" ، وأطلقنا شرور البشر منه؟؟”
وماذا بعد؟؟هل قلنا كلاما جميلا عن الحب، وشجبنا الخيانة والأنانية والفردية؟هل انت مثقل بالهموم؟ هل تصفعك الحياة كم نحن بحاجه إلى خيبة الأمل الجميله؟ هل تبستم الحياه أكثر و تفيض ارجائها بالامل حين نكذب بانفسنا على أنفسنا؟ هل نتألم حين نذهب ليلا إلى الفراش حاملين معنا هذا الكم الهائل من الكذب ندفيه و نعتني باوصاله حتى يثق فينا و يبقى معنا؟؟ هل ترى الحياة سفينة تبحر بسرعة لا تستطيع ملاحقتها؟من منا يعرف لماذا توقف دمعنا لنصبح"عصاة الدمع " بحق؟
كيف نحسن البكاء ونحن نعلِّم عيوننا أن تذرف الدمعة فقط علينا؟هل تعرفتم على وجع المحب حين يحب بجنون حميمي وتخذله حبيبتة وترحل؟هل سرقنا لأنفسنا وقتاً لنذرف دمعا على أحداً لا ينتمي إلينا..؟؟ هل تعي "معنى أن يكون الفرد إنسانا يتمتع بكامل المواطنة في بلد يقول دستوره وقوانينه السارية إن الحريات مكفولة، وإنها ليست منّة من أحد. فمن منح الحق بإزهاق الأرواح؟!"
"كيف يمكن أن يثق الناس في مسؤول يرى الأخطاء الجسام حوله ولا يحرك ساكنا؟؟ وكيف يمكن الثقة بحكومة لا تتعامل بمبدأ الحساب والمراقبة والشفافية؟"هل عيوننا ادماها الحزن … الحزن الذي تحرش بالذاكرة ليوقف دمعنا الحزن الذي يبحث عن رفة جفن لأي منا؟ كيد الذاكرة التي تصارع لتخذلني.. هل حياتنا تسير برتابة نحو نهايات محسوبة اعتدنا عليها ؟هل نسينا في غمرة هذه الرتابة المملة ان السنوات قد تبعثرت ولم تكن قادرة على منحنا الحياة التي اردناها؟ هل نسيتا ات نتذكر ان ثمة حيوات مؤجلة نختبر فيه حياة احببنا ان نعيشها ولم نعشها لعدم قدرتنا على التعاطي مع هذا العصر ؟هل نسيتا اتتا نعيش في عالم وحياة فرضت علينا بسبب فشلنا...وقهرنا واستبدادنا لانفسنا؟
حسنا يكفينا الضجيج الصاخب الذي يندلع في دواخلنا اذن لنسال انفسنا اسئلة لا تثير هذا الضجيج ..
هل أنت مدخن ....هل قابلت يوما وحتى ولو بالصدفة حنان الترك .. هل رايت عمرو خالد..هل قرأت شفرة دافنشي .. هل أعجبتك رواية عابر سرير .. هل تحفظ ايا من قصائد نزار .. ؟؟ هل تقلق اذا جلس مريض بجانبك .. أسئلة بلا معنى.. ..
وبالرغم من كل هذا فأنا أحب السجائر مع اني لا أدخنها..و لم اصادف حنان ترك.. ولا يهمني ان رايتها.. ولا اعرف من هو عمرو خالد .. أحدهم قال لي هذا عمرو خالد...... وقرأت شفرة دافنشي .. وأرهقتني وأشعرتني بالضجر والملل .. واعجتني عابر سرير واشتريت العديد منها واهديتها ..وأحفظ قصائد نزار قباني ومحمود درويش ..ولكني ولا أحب الشعر حتى الذي أحفظه.. ولا أجد ضررا من أن اجلس يحانب مريض في أي وقت وأستغرب من الذين يقلقون من ذلك !!. ..
بل وأكثر من ذلك .. هي اذاً متناقضات الحياة .. نملك أشياء لا نحتاجها .. نسعى للتعرف الى أناس من باب الفضول .. نهتم بأشياء لا قيمة لها .. ونشغل أنفسنا بتفاصيل نحن في غنى عنها.. هناك أشياء عالقة في حياتنا بلا معنى ..
في مكتبتي مئات الكتب منذ سنين لم أقرا شيء منها.. وعشرات الاشرطة منذ فترات طويلة لم اقترب منها .. وفي هاتفي ارقام لأشخاص لا أذكر نصفهم.. وفي ادراجي مئات الأوراق والملاحظات لا اعلم متى سأعود اليها .. وتفاصيل كثيرة ومزعجة ومرهقة ومملة .. مثل أن أحتفظ برقم لاحدهم .. هل سأتصل به يوما وأقول له رأيي به .. أم سأرسل له رايي مكتوبا .. أم آخذ رأيه بالأزمة الاقتصادية العالمية ..
هل لك طقوس في القراءة أو الكتابة او مشاهدة التلفاز .. هل يظل مزاجك متعكرا أول الصبح إلا أن تعدله بالقهوة.... هل سالت نفسك اسئلة الحياة والوجود والسياسة والعلم وأسئلة الرجولة والانوثة والجمال؟
هل تبذل جهدك ان لا تعرضمن تحبهم أو تعرض نفسك لانفعالات مفاجئة وتحاول حماية قلبك من التوترات؟هل أحيانا تسأل نفسك أسئلة بلا اجابات مع أن هناك الكثير من الأسئلة التي يجب أن تظل مجرد أسئلة بلا اجابات .. هل ترهق نفسك أحيانا ببعض التفاصيل ثم تكتشف أنها بلا أي قيمة .. هل هناك تفاصيل معينة في حياتك تحرص على فعلها يوميا حتى أصبحت جزءا من شخصيتك؟ هل أرهقتك بأسئلتي الكثيرة .. لا بأس ولكنها سنة الحياة ..
فنحن نعيش بداخل اقامة جبرية في هذه الحياة ، فلا يجب الا ان نتقن عملا واحدا وهو التأقلم ..لنعتد على التأقلم مع ما لا يطاق ، فالحياة بحاجة الى من يفتقدون الاحاسيس المرهفة واصحاب القلوب الكبيرة الدافئة واصحاب الحياة العاطفية الانيقة..وهذا الضجيج الصاخب الذي يندلع في دواخلنا؟؟ احتل قلبي واحتل عملية الشهيق والزفير ايضا..