بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 31 يناير 2010

صور من مؤتمر ايطاليا - تورينو







صور من بانوراما القادسيه -العراق













بانوراما القادسية
بانوراما القادسية


"على بعد ثلاثين كيلو متر شمال شرقي بغداد تقع "المدائن" عاصمة كسرى، ويسميها العراقيون "سلمان باك" نسبة إلى أول الولاة المسلمين الذين حكموا العراق بعد فتحها سيدنا سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه، وكان أبوه دهقاناً عظيماً كثير الأموال مسؤولاً عن نار المجوس في منطقته، حاول أن يمهد الأمور لولده سلمان لكنّ الله تعالى هدى هذا الفتى إليه سبحانه، ففرّ من العزّ المادي إلى الفقر وخدمة العلماء والأحبار في الشام، ثم رضي أن يباعَ عبداً في يثرب قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم إليها فتكون مدينته المنورة، ليكون من أتباع هذا الرسول الكريم، ويعود بعد ذلك إلى المدائن حاكماً مكان كسرى، وهادياً إلى شرع المصطفى صلى الله عليه وسلم.
وصلنا إلى ما تبقّى من قصر كسرى، إلى الإيوان المتصدّع، وما يزال الصدع قائماً إلى الآن شاهداً على زوال الباطل ودوام الحق، ولئن دخلت الوحوش "المتحضرة" العراق الآن إن مصيرهم إلى زوال بإذن الله، ما دام في المسلمين عرق ينبض وأرحام الأمهات المؤمنات يدفعن سيلاً من المجاهدين المؤمنين، وليكونّ حال الغاصبين أسوأ من نهاية التتار.. وإن غداً لناظره قريب، وما ذلك على الله بعزيز.
وعلى مقربة من الإيوان بناء ضخم فيه بانوراما القادسية بأيامها الثلاثة، صوّر فيه المبدعون من المثّالين على شكل دائري هذه المعركة الخالدة من بدايتها إلى نهايتها، فقد رُسمت على الجدران البعيدة أرض المعركة والمقاتلون من كلا الطرفين، فإذا ما اقترب المشهد وجدته ينقلب إلى شخوص وأجسام وشجر وصخور، ورمل.. منظر بديع يتجلّى فيه أمران اثنان:
الأول: جلال التاريخ وعظمته وقادة التاريخ ورجالاته.
الثاني: إبداع الفنانين الذين دمجوا بين الرسم البديع والنحت الرائع حتى لكأنك ترى المعركة وتسمع أصوات المقاتلين وصليل السيوف وقعقعة السلاح.. وتذكرت وأنا في هذا المكان الرائع البحتري الشاعر حين حضرته الهموم وهو في بغداد في المرة الأولى، ولم يلق حظوة فيها أراد أن يبث شكواه فجاء إلى المدينة البيضاء "المدائن" فزار قصر كسرى ويبدو من وصفه أن القصر كان لا يزال سالماً في ذلك الحين، وخصوصاً بما كان فيه من رسوم لمعركة أنطاكية بين الروم والفرس تتصل على جدران الإيوان"


مهرجان بابل- العراق







صور في العراق -مهرجان بابل

صورمن مؤتمر تاريخ الاردن واثاره - جامعة العلوم والتكنولوجيا







مؤتمر دراسات في تاريخ واثار الاردن



الثلاثاء، 26 يناير 2010

نشرة عن مدينة اربد الماضي والحاضر








نشرة عن مدينة اربد


وزارة السياحة والاثار



ربى احمد ابو دلو








نتائج حفرية حوفا


التقرير النهائي لنتائج حفرية حوفا الوسطيه

حولية دائرة الاثار العامة

ربى احمد ابو دلو


التقرير النهائي عن نتائج التنقيب الأثري في منطقة الأفران الفخارية


التقرير النهائي عن نتائج التنقيب الأثري في منطقة الأفران الفخارية –جرش 1991- حولية دائرة الآثار العامة-عمان- الأردن.


ربى احمد ابودلو


دراسات في تاريخ الأردن وأثار-1995




تقنية معاصر السكر في وادي الأردن خلال الفترات الإسلامية


دراسات في تاريخ الأردن وأثار-1995-عمان




ربى احمد ابو دلو





اكتشافات جديدة لأرضيات فسيفسائية في شمال الأردن /المعهد الوطني للتراث، تونس-1998 ربى احمد ابو دلو




اكتشافات جديدة لأرضيات فسيفسائية في شمال الأردن /المعهد الوطني للتراث، تونس-1998
دراسة قدمت في تونس
ربى احمد ابودلو
















الأحد، 24 يناير 2010

اثار الاردن- Archaeology of Jordan





جرش -Jerash




بترا- Petra




المشاركة بالمهرجان الدولي للفسيفساء الجم-تونس




FESTIVAL DE LA MOSAIQUE EL

JEM TUNISIE
SYMPOSIUM : PROGRAMME DES

CONFERENCES
Du 23 au 26 AVRIL 2008
PREMIER CIRCULAIRE




تدريس الفسيفساء في المدارس الأردنية
ملخص دراسة مقدم من الباحثة

ربى احمد أبو دلو
وزارة التربية والتعليم/ الأردن
مركز الملكة رانيا لتكنولوجيا التعليم


فن الفسيفساء هو أحد الفنون الزخرفية والتصويرية ، التي تعنى بتزيين الأرض والجدران ، بتصاميم ذات أشكال مختلفة ، ومن مواد مختلفة .
تم إضافة فن الفسيفساء ليدرس في المدارس الأردنية من ضمن منهاج المرحلة الأساسية، للتربية الفنية ، حيث يلقي الضوء على التطور التاريخي لهذا الفن وعلى أنواعه وخصائصه وطريقة تنفيذ كل منها.
كما يتطرق المنهاج إلى وحدة تدريبية مرفقة ببعض التصاميم التي تفيد الطالب في دراسته لهذه المادة.
ويتوقع من الطلبة بعد دراسة المنهاج:
· التعرف على مفهوم فن الفسيفساء وتطوره عبر التاريخ
· التعرف على الخامات والمواد و الأدوات اللازمة لعمل الفسيفساء
· التعرف على أنواع الفسيفساء وخصائص كل نوع منها، وطرق تنفيذه
· الوعي لأهمية الآثار الفنية الفسيفسائية بشكل عام
· أن يكون قادرا على تصميم حر مستمد من التراث

هذا سيتم عرض للعديد من الأعمال التي قام بها الطلبة.



Teaching Mosaic in Jordanian schools
ABSTRACT SUBMITED BY
RUBAABUDALO
Ministry of education/Jordan

Mosaic art is one of the decorative, graphic arts. which concern in decorating the ground and walls, with designing various forms, and various materials.
The Ministry of Education Added mosaic to be taught in schools within the Jordanian Platform basic stage, In the art curriculum, which sheds light on the historical evolution of this art and the types, characteristics and how to implement each of them. The curriculum deals with training module to annex some designs that benefit students in the study of this article.
It is expected of students after studying the curriculum:
Identify the concept of mosaic art and its development through history
Identification of raw materials, materials and tools needed for the work of mosaic
Identify the types of mosaics and the characteristics of each type, and methods of implementation
Awareness of the importance of art in general mosaic
To be able to free design from the Heritage


«التواضع والصبر».. إصدار جديد لكلية الآثار في اليرموك


«التواضع والصبر».. إصدار جديد لكلية الآثار في اليرموك


Wednesday, 23 December 2009 13:08 صحيفة الرأي



إربد- أحمد الخطيب- صدر حديثا عن كلية الاثار والانثروبولوجيا في جامعة اليرموك كتاب بعنوان التواضع والصبر دراسات أثرية ومذكرات تكريما لذكرى نبيل القاضي .واشتمل الكتاب على ستة ابحاث باللغة العربية الاول بعنوان تقنية معاصر السكر في وادي الاردن للباحثة ربى ابو دلو والثاني بعنوان التجارة في العصر البرونزي المبكر - خربة الزيرقون في فلسطين للباحثين خالد دغلس وفردوس العجلوني ، والثالث بعنوان تطور الخط العربي في العصرين الاموي والعباسي للباحث نزار الطرشان ، والرابع بعنوان معاصر الزيتون في فلسطين للباحث خالد الناشف ، والبحث الخامس كان بعنوان الهضبة الشمالية الاردنية خلال العصر الحديدي من خلال المسوحات الاثرية للباحث عبد الناصر هنداوي والسادس بعنوان الاخوة في الوجود للباحث اديب ابو شميس .كما تضمن الكتاب ايضا اربعة عشر بحثا باللغة الانجليزية الاول بعنوان الاماء في النقوش والرسوم عند الصفائين البداة للباحث محمد عبابنه ، والثاني دراسة اثنوغرافية للطوابين في شمال الاردن للباحث نبيل علي ، والثالث بعنوان من الحقل المنسي : التنقيبات الاثرية في الحقل الجنوبي : عين غزال للباحث ادوارد بانينغ ، والرابع بعنوان الادارة المائية في الضواحي الشمالية للبترا بجنوب الاردن للباحث هانز ديتربينرت ، والبحث الخامس بعنوان مجموعة صغيرة من اللقى من مسح اثري في فترة العصر الحجري القديم الاوسط من نقب الرباعي الواقع مابين وادي عربة والبترا للباحث هانز غيورغ غيبل ، والسادس بعنوان ادراك الحيز العمودي للباحث بودال هيرمانسن ، والسابع بعنوان شعوب البحر في شمال الاردن للباحث زيدان كفافي ، والبحث الثامن بعنوان مقاطع الطبقات الاثرية للباحث خيريت فان ، والتاسع بعنوان الكنيسة الثانية في اليصيلة للباحث زيدون المحيسن ، اما البحث العاشر فقد حمل عنوان طرق الحصاد والتخزين في المناطق الشرقية من البادية الشمالية الاردنية للباحث ضيف الله عبيدات ، والحادي عشر بعنوان نبيل القاضي : رائد دراسة ادوات الطحن في الاردن للباحث الان سيمونر ، والثاني عشر بعنوان دور الانابيب في انتاج الحديد في الحمة للباحث هيرالد الكساندر ، والثالث عشر بعنوان تثقيف القضبان في عالم الحجارة ذات الاخاديد للباحثين فيليب ويلكه وابزلي كونتيرور ، والبحث الرابع عشر بعنوان كيف كانت اشكال خيام البدو في العصر الحديدي للباحث فولفغا نغ تسفيكل .كما أشتمل الكتاب على أربعة مقالات باللغة الإنجليزية على شكل مذكرات ، الأولى بعنوان أبو سليم : ذكريات صداقة طويلة لجنفيف دولفوس ، والثانية بعنوان نبيل القاضي : تقدير شخصي لمعاوية ابراهيم ، والثالثة بعنوان نبيل القاضي : رجل نبيل واثاري عظيم لغاري رولفسون ، والرابعة بعنوان نبيل : الشقيق الاكبر لفرق التنقيب الذي تركن إليه لهيساهيكووادا .وذكر الدكتور زيدان الكفافي عميد كلية الاثار في الجامعة أن هذا الإصدار العلمي يأتي تقديرا لجهود نبيل القاضي وحياته الشخصية والمهنية المشرقة والتي تشكل صورة من صور علم الآثار الأردني ، فهو عارف بالتنقيب الاثري معرفة عميقة وله خبرة واسعة في مجال تدريب الطلبة على التنقيب الاثري ، ولديه دراية كبيرة بالجوانب الإدارية في الأعمال الميدانية الاثرية ، مشيرا الى أن فرق التنقيب المحلية والأجنبية كانت تتنافس على كسبه للعمل في تنقيباتها الأثرية.

السبت، 23 يناير 2010

معاصر السكر في وادي الأردن مقال ضمن كتاب - التواضع والصبر دراسات أثرية




معاصر السكر
في وادي الأردن


ربى أبو دلو


تقنية معاصر السكر
في وادي الأردن


ربى أحمد ابو دلو


تتناول هذه الدراسة([1]) تقنيَّة معاصر السكر التي جرى توثيقها ودراستها خلال أعمال أثريَّة أجرتها بعثات مختلفة في المنطقة الممتدة ما بين نهر اليرموك شمالاً والبحر الميت جنوبًا ( شكل 1)، بالإضافة إلى معصرة عثر عليها في غور الصافي (Photos-Jones et al. 2002) ، وتشمل الدراسة عرضًا للنتائج التي توصل إليها العمل الميداني الذي قامت به الباحثة في مواقع سترد الإشارة إلى أهمها. وتوضح الدراسة برسومات تقنيَّة صناعة السكر بحسب ما دلت عليها نتائج الحفريات الأثريَّة والدراسات التاريخيَّة.

آليَّة معاصر السكر من خلال المصادر التاريخيَّة والبقايا الأثريَّة
دلت المسوحات والتنقيبات الأثريَّة على أنَّ تناول هذا الموضوع أثريًا دون الالتفات إلى المصادر التاريخيَّة أمر متعذر؛ لذا تقوم منهجيَّة الدراسة على الجمع ما بين المصادر والمراجع التاريخيَّة ونتائج الأعمال الأثريَّة. فتبين المصادر التاريخيَّة أنَّ المنطقة موضوع البحث كانت منطقة زراعيَّة مهمة، توافرت فيها كل مقومات الإنتاج الزراعي، من خصوبة الأرض، ووفرة المياه، وصلاحيَّة الطقس. ولهذا كانت منطقة وادي الأردن منطقة استقرار بشري منذ أقدم العصور. وكان للزراعة دور مهم في تشكيل حياة المجتمعات التي عاشت في تلك المنطقة عبر الفترات التاريخيَّة؛ إذ اعتمد الاقتصاد على الزراعة بصورة أساسيَّة. وعلى أهميَّة النشاط الزراعي وأثره في تكوين بنية اجتماعيَّة واقتصاديَّة ذات خصائص ومقومات معيَّنة، إلا أنه يرتبط، أحيانا، بأنشطة اقتصاديَّة أخرى متميزة في تلك المنطقة الجغرافيَّة. وسنعرض هنا لأحد تلك الأنشطة، وهو صناعة السكر.

تقنيَّة صناعة السكر
تشير المصادر التاريخيَّة التي ترجع إلى القرن التاسع الميلادي وما بعده إلى وجود كثير من المحاصيل الزراعيَّة في وادي الأردن، ومنها قصب السكر، دون ذكر مباشر لوجود معاصر، أو تحديد عددها. وقدَّم النويري ((1976 المتوفى عام 732 هجريَّة/1332 ميلاديَّة في كتابه "نهاية الأرب في فنون الأدب"، شرحًا وافيًا عن زراعة قصب السكر وتصنيعه، وشرح شرحًا مفصَّلاً لآليَّة هذه الصناعة في الأراضي المصريَّة والشاميَّة، فيما يأتي إجمال له:
شكل 1: خارطة لمعاصر السكر في غور الأردن كما بينتها المسوحات الأثريَّةتمر عمليَّة عصر السكر بعدة مراحل، حيث يجلب قصب السكر على ظهور الجمال أو الحمير من الحقول إلى المصنع الذي يتكون عادة من عدة غرف. وأول أجزاء المصنع دار القصب، حيث تجرد الأعواد من أقصابها لينقل إلى بيت النوب، وهو المكان الذي يغسل فيه القصب قبل عصره، ثم ينقل إلى حجر العصر في أوعية مصنوعة من الخوص تسمى أفرادًا، وتدير الحجر الأبقار، أو دواليب المياه، أو الأعواد الخشبيَّة، ويصفى ما يخرج منه في مكان معد له عن طريق ثقوب موجودة في القاعدة التي تحت حجر التخت، وهو حجر الطاحونة الأفقي الموجود على ظهر المعصرة.
شكل 2: آليَّة معاصر السكر كما شرحها النويريوما يخرج من عصير يصفى في منخل موضوع في قفص في حوض مبني يدعى البهو. وبعد الانتهاء من عمليَّة العصر ينزل ما اعتصر إلى المطبخ، وفي المطبخ يصفى ما عصر من القصب في جرار تدعى الخوابي، ثم يوقد تحتها من خارج المعصرة حتى يغلي وينقص نقصًا معلومًا، وينقل في يقاطين كبار في كل واحد منها خشبة منجورة طويلة كالساعد نافذة من الجانبين بها أكياس من الصوف ليتصفى ما بها في دنان كبار، ثم ينقل إلى قدور نحاسيَّة لكل قدر منها قبضتان من الخشب في أعلاه، لتقي من حرارة القدر، ويصب عصير القصب المطبوخ في الأباليج المثقوبة في أسفل القاعدة الموضوعة في مكان يسمى بيت الضب الذي يتكون من مصاطب مستطيلة تشبه معالف الدواب، حيث نقلت إلى بيت الدفن، وهو المكان الذي تخفى فيه الأباليج مدة حتى يقطر ما بقي من أعسالها.

وقد كشفت المسوحات والتنقيبات الأثريَّة في وادي الأردن عن مواقع عديدة قامت فيها صناعة السكر يومًا، ومن أهم تلك المواقع تل السكر (موقع رقم 16)، وفيه معصرتان للسكر، الأولى في الجهة الشماليَّة والثانية في الجهة الشماليَّة الشرقيَّة. وتتكون المعصرة (Muheisen 1987) التي كانت تدار بشلال ماء منحدر من طبقة فحل ينبع من وادي الجرم، من بناء واسع معقود على ارتفاع يقارب مترين، مبني من الحجارة بشكل منتظم، وتقوم المعصرة الرئيسة في الوسط، وتتكون من حجر العصر الدائري، وفي جانبه ثقب ينساب منه السائل، وآخر في الوسط لتحريك الدولاب، أما بقايا مجرى المياه فقد وجدت داخل البناء المعقود من زاويته الشرقيَّة،حيث توجد ترسبات كلسيَّة على الجدار الشرقي الملازم لمجرى المياه، الأمر الذي يدل على مرور المياه من هذا الاتجاه.
هذا، وقد عثر على العديد من الكسر الفخاريَّة السميكة من أوان من النوع المسمى أواني السكر، محتوية على شوائب متوسط الحجم من البازلت والحجر الجيري.

تقنيَّة الصناعة
من خلال البقايا المعماريَّة التي تمت دراستها في كل من تل السكر، وضرار، وكريمة، واعتمادًا على ما توفره المصادر التاريخيَّة والمكتشفات الأثريَّة القليلة تبين أنَّ معاصر السكر بنيت على ضفاف الأنهار أو بجانب الينابيع، وذلك لما تحتاجه هذه الصناعة من مياه لري القصب وتحريك الدواليب. لذا، نجد على امتداد وادي الأردن 34 موقعًا وجدت فيها معاصر السكر، إلا أنَّ عدد المعاصر الحقيقي يبقى غير معروف على وجه التحديد، وذلك لأسباب أهمها:
1-أنَّ تقارير المسوحات الأثرية تذكر وجود أكثر من معصرة في عدد من المواقع، دون تحديد لعددها، ومن هذه المواقع تل أبو القوس، وموقع رقم 32 في وادي اليابس (Marby and Palumbo 1988: 95) .
2-ذكر العديد من المواقع التي عثر فيها على أواني السكر دون وجود بقايا معماريَّة في الموقع، مثل دير علا، وتل الشونة الشماليَّة، وتل فندي، وتل الأربعين، وتل أبو صربوط.
3-أعمال التجريف الزراعي، وفتح الطرق، والبناء الحديث التي قضت على الكثير من هذه المعاصر.
4-إعادة بناء بعض هذه المعاصر لاستخدامها في استعمالات أخرى، مثل طحن الحبوب.
وبالرغم من أنَّ هذه العوامل تجعل من الصعب تحديد عدد المعاصر، إلا أنَّ حمارنة ذكر أنها 32، أما خوري فقد حدد عددها بحوالي 20 على الأقل (Khouri 1981).

معاصر السكر في ضوء التنقيبات الأثريَّة
ل
ما كانت المعاصر المدروسة مقامة على ضفاف الأنهر وبجانب الينابيع والوديان، فإنَّ مبدأ عملها كان يعتمد على المياه التي تحرك الدواليب الأفقيَّة أو العموديَّة لتشغيل حجر الطاحون أو العصر المثبت بها، إما بشكل مباشر أو عن طريق المسننات، وهذا تحدده قوة دفع المياه وسرعتها؛ فحجر الطحن أو العصر يحركه دولاب مياه مصنوع من الخشب الصلب والحديد الذي تحركه بدوره المياه التي تصله بثلاث طرق:
-الماء المتدفق من فوهة قناة أفقيَّة مرتفعة يختلف ارتفاعها باختلاف مستوى منسوب المياه الذي يأتيها من النبع أو الوادي. وتقع قوة المياه المتدفقة مباشرة على حجر الطحن أو العصر، ويتناسب ارتفاع منسوب المياه تناسبًا طرديًا مع قوة دفع المياه (Forbes 1957: 78-103).
-المياه المتدفقة من مرتفع ليمر عبر قناة معلقة لتنزل من فوهة القناة مباشرة فوق دولاب المياه المثبت بشكل عمودي.
-المياه الجارية بقوة عالية في النهر أو الوادي من أسفل دولاب المياه المثبت بشكل عمودي.
أما قوة المياه المتدفقة في الحالة الثانية أو الثالثة فهي قوة غير مباشرة،حيث تحرك المياه الدولاب العمودي الذي يحرك بدوره الدولاب العمودي الذي يحرك بدوره حجر العصر عن طريق الدواليب المسننة. وتعتمد سرعة حجر العصر على كميَّة المياه وقوة دفعها وسرعتها، وعلى دواليب المياه ونوعها، ووزن حجر العصر.
وحجر العصر حجر دائري من البازلت أو الصخر المنحوت، مثبت إما بشكل أفقي،حيث يوضع الحجران فوق بعضهما بعضًا، وبحيث يبقى الحجر الأسفل ثابتًا بينما يتحرك الحجر العلوي، وتدخل أعواد القصب فيما بين الحجرين، ويتفاوت مقدار الضغط الذي تتعرض له الأعواد تبعًا لتفاوت درجة اقتراب هذين الحجرين من بعضهما بعضًا. وفي بعض الأحيان، يوضع الحجر العلوي بشكل عمودي، بحيث يكون الحجر السفلي أفقيًا وثابتًا بينما يتحرك الحجر العلوي الذي يكون في وضع عمودي. وفي كثير من الأحيان يوضع حجران عموديان بدلاً من حجر واحد.
ويُستقبل العصير الناتج من هذه العمليَّة في أوعية مخصصة له .ثم ينقل بإحدى الطريقتين اللتين سبق ذكرهما إلى قسم آخرمن أقسام المصنع، حيث يطبخ ويغلى ليصب في النهاية في قوالب مخروطيَّة ليصبح على شكل أقماع السكر.
أما الأواني التي استخدمت في صناعة السكر والتي سميت أواني السكر ، فكشفت الأعمال الأثريَّة عن أعداد كبيرة منها في عدد كبير من المواقع التي جرت فيها حفريات أو مسوحات أثريَّة. وتكتفي تقارير المسوحات والتنقيبات بالإشارة إلى هذا الفخار، سواء عثر عليه كسرًا أو كاملاً، على أنه أواني سكر، دون وصفها وصفًا وافيًا، وتدرج ضمن أنواع الفخَّار دون النظر إلى وظيفتها نظرًا كافيًا. ومما ساعد على عدم الاعتناء بدراسة هذا الفخار تشابهه في الأماكن المختلفة. وقد أشار الباحثون عند تناولهم لتنقيَّة صناعة أواني السكر إلى أنها مصنوعة بالدولاب أو باليد والدولاب معًا، وتتخذ هذه الأواني شكلاً واحدًا، وتؤدي غرضًا وظيفيًا هو تصنيع السكر، لذا خلت سطوحها من أي زخارف. وقد أمكن التعرف على نوعين رئيسين من هذه الأواني: الأولى المخروطيَّة، وتتخذ شكل القمع، ويتسع هذا الإناء في أعلاه بقطر يتراوح بين 30-44 سم، ويضيق باتجاه القاعدة لينتهي بثقب مستدير في قاعدته يتراوح قطره بين 5،1 -4 سم، وتتراوح سماكة جدرانه ما بين 2-3 سم، وهي خشنة من الخارج وملساء من الداخل، ويتراوح ارتفاعها بين 2-30 سم. واحتوى سطح الإناء في كثير من الأحيان على خطوط متموجة ومستقيمة ظهرت على شكل مضلعات على جسم الإناء الداخلي والخارجي من فوهته إلى قاعدته، وأحيانا تظهر هذه التموجات في بعض أجزاء الجسم الأمر الذي يدل على أنَّ الصانع قد استعمل الدولاب، كما استخدم يده في الضغط على جدران الإناء لوجود آثار الأصابع على سطحيه.
أما النوع الثاني فهو الأواني التي تتخذ شكل جرار دون عراوٍ، ولها قاعدة مسطحة أو مضغوطة إلى الداخل بقطر يتراوح بين 8-10 سم، وبطنها منتفخ، ولها رقبة وعنق دقيق بقطر يتراوح ما بين 10-14 سم، يتسع أسفله ويضيق باتجاه الحافة، وتتراوح سماكة جدرانها ما بين 2-3 سم، وارتفاعها ما بين 25-35 سم، واحتوى سطح الإناء في كثير من الأحيان على خطوط متموجة ظهرت بشكل مضلعات على جسم الإناء الخارجي من فوهته وحتى قاعدته، وأحيانا تظهر في بعض أنحاء الجسم الداخلي والخارجي. وشكل هذه الأنواع وعجينتها متشابهة، وحوافها مختلفة، فأحيانا تكون مستقيمة أو مثنيَّة إلى الخارج أو دائريَّة.
فالمسوحات الأثريَّة كشفت عن تعدد أشكال الأواني الفخاريَّة التي استخدمت في صناعة السكر. ويؤكد ذلك ما أوردته المصادر التاريخيَّة عن هذه الأواني. ولعل أول ذكر لها ولاستعمالها جاء عند النويري عام 1332 ميلاديَّة حيث ذكر نوعين من الأواني التي استخدمت في المراحل النهائيَّة في عمليات التصنيع وهما:
الأباليج: وهي كلمة مرادفة لتعبير Bell bag، وهي أوان من الفخار ضيقة من الأسفل ومتسعة من الأعلى مثقوبة في قاعدتها بثلاثة ثقوب، وتختلف من حيث الحجم والسعة، ووظيفتها هي تقطير ما يستخلص من عصير القصب.
القواديس: وهي كلمة مرادفة لتعبير Bag shape، وهي جرار فخاريَّة استخدمت لجمع عصير القصب بعد تصفيته، بحيث يتم وضع الأبلوجة فوق القادوس لتقوم بعمليَّة التقطير. كما استخدمت القواديس لإخراج الماء من السواقي، ووظيفة القواديس واحدة، وإنْ اختلفت الأسماء وتعددت في المصادر التاريخيَّة والأثريَّة،إذ يوضع إناء مخروطي له شكل القمع ليقوم بتقطير ما يستخلص من عصير القصب، وتجميد ما يتبقى ليخرج على شكل مخروطي فوق الجرار، ويصب السكر المطبوخ فيه. وهذه الأواني لها وظيفتان:
الأولى: دعم الإناء المخروطي (الذي يقوم بوظيفة القالب) أثناء عمليَّة التقطير والتجميد. والثانية: جمع عصير القصب أثناء التقطير أو الترشيح، وهذا النوع يستخدم لأغراض أخرى غير أغراض تصنيع السكر، كأنْ يجمع بها الماء، أو لتخزين الحبوب. ويعود هذا الشكل إلى الفترات الكلاسيكيَّة،وإنْ لم يستخدم حينها لتصنيع السكر، في حين لا تستخدم الأواني المخروطيَّة إلا لصناعة السكر. ولا تُعمَّر هذه الأواني طويلاً لتعرضها للكسر أثناء استخلاص السكر المتجمد منها. ولقد زودنا النويري بمعلومات كثيرة عن أدوات كانت تستخدم في صناعة السكر إضافة إلى الأدوات السالفة الذكر، ومن بينها:
الخابية: جرة من الفخار تختلف أحجامها، يصب فيها عصير القصب بعد تصفيته.
الدنان: أوان يستقر فيها عصير القصب بعد تصفيته للمرة الثالثة من اليقاطين. وقد عرَّفها العش (1960: 148) بأنها جرار كبيرة منتفخة البطن، ولها رقبة، وعروتان أو أكثر، وقد كانت مخصصة لحفظ الخمر أو الخل. وجاء في موسوعة الحياة الاقتصاديَّة في مصر أنَّ الدنان جرار كبيرة الحجم مخصصة لصنع النيلة والسكر (جيرار 1975: 167).
السكاكين: وهي كبيرة الحجم مصنوعة من الحلفاء، والحلفاء نبات محدد الأطراف، كأنه سعف النخيل أو الخوص، تصنع من أوراقه قفاف مشبكة الأسفل والجوانب.
الأفراد: أوعية تتخذ من الخوص، وهو لفظ شائع الاستعمال بين العامة في مصر.
المنخل: يستخدم لتصفية عصير العنب.
البهو: حوض مبني ينزل فيه ما يستخلص من عصير القصب.
اليقاطين: ثمار مستطيلة أو مستقيمة أو منحنية إذا نضجت،تستعمل قشرتها أوعية للسوائل، وتوضع في كل قرعة خشبة منجورة طويلة كالساعد نافذة من جانبي القرعة بداخلها أكسية للصوف لتصفية السكر.
الدسوت النحاسيَّة: أوان واسعة الفوهة أغلبها بدون رقبة، وقد تكون لها عروتان، ويطبخ فيها عصير القصب بعد تصفيته.
الكرانيت: المغارف، وهو لفظ عامي شائع الاستعمال في مصر. والكرانيت في اللغة مفردها كرنية وتعني المغرفة المصريَّة.

المراجع
جيرار، س.
1975 موسوعة الحياة الاقتصاديَّة في مصر في القرن الثامن عشر هجري. ترجمة زهير الشايب. القاهرة.
حمارنة، صالح
1977-1978 صناعة السكر عند العرب. حوليَّة دائرة الآثار العامة الأردنيَّة 22: 11-22.
العش، أبو الفرج
1960 الفخار الغير مطلي في العهود الإسلاميَّة. حولية دائرة الآثار السوريَّة 10: 135-165.
النويري، أبو العباس أحمد
1976 نهاية الأرب في فنون الأدب. القاهرة.

Forbes, R.J.
1957 Studies in Ancient Technology. Vol. V. Leiden: Brill.
Khouri, R.
1981 The Jordan Rift Valley: Life and Society Below Sea Level . London: Longman.
Mabry, J. and Palumbo, G.
1988 The 1987 Wadi el-Yabis Survey. Annual of the Department of Antiquities of Jordan 32: 275-306.
Muheisen, M.
1987 A Survey of Prehistoric Cave Sites in the Northern Jordan Valley (1985); Pp. pp.503-523 in A.N. Garrad and H. Gebel (eds.) The Prehistory of Jordan: The State of Research in 1986. Oxford.
Photos-Jones, E., Politis, K. D.; James, H. F.; Hall, A. J.; Jones, R.E. and Hamer, J.
2002 The Sugar Industry in the Southern Jordan Valley: An Interim Report on the Pilot Season of Excavations, Geophysical and Geological Surveys at Tawāhīn as-Sukkar and Khirbat ash-Shaykh ‘Īsā, in Ghawr as-Sāfi, Annual of the Department of Antiquities of Jordan, 46: 591-614.s
[1]-هذه الدراسة تطوير لأطروحة ماجستير أعدتها الباحثة بعنوان "معاصر السكر في غور الأردن في القرنين الثاني عشر والرابع عشر الميلاديين في ضوء المصادر التاريخيَّة والمكتشفات الأثريَّة"، وهي رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة اليرموك، إربد، 1991.

Zeidan Kafafi and Ruba Abu Dalu





Zeidan Kafafi and Ruba Abu Dalu
ABSTRACT


Tell Irbid During the Late Bronze/ Iron Ages: New Results

Tell Irbid is located in the center of the modern city Irbid, in north of Jordan

The Tell considered to be one of the largest artificial tells in both Jordan and Palestine. It measures about 500m by 400m and is 578m above the sea level. Unfortunately, during the last decades the site has been altered on sides as the city of Irbid has been grown up.Since the second half of the nineteenth centaury till the present, several individuals and archaeological expedition visited, surveyed and sounded several areas of the Tell. In addition,ancient tombs dated to the Bronze Ages, Iron Ages and some were reused during the Roman periods were found at the site. Apparently, the uncovered archaeological material at Tell Irbid indicated that it has been continuously occupied from the fourth till the middle of the first millennia BC.
In 1995 the Department of Antiquities conducted an excavation in the courtyard of Dar es-Saraya building on top of Tell Irbid, under the supervision of Ruba Abu Dalu. This presentation aims at presenting a preliminary report about the Late Bronze and the Iron Age found archaeological material in parallel with those excavated by earlier excavations at the site of Tell Irbid. Examples of the excavated Late Bronze and Iron Ages architectures and pottery will be discussed.


Tell Irbid during the Late Bronze and Iron Ages: New Results

Zeidan Kafafi and Ruba Abu Dalu


Introduction


Tell Irbid is located in the center of the modern city Irbid, in north of Jordan (Grid number 674 062, map reference= Jordan 1/50,000, Sheet 3153- Series K737 ed. 2). The Tell considered to be one of the largest artificial tells in both Jordan and Palestine. It measures about 500m by 400m and is 578m above the sea level. Unfortunately, during the last decades the site has been altered on sides as the city of Irbid has been grown up. The name Irbid is derived from the Roman town or village name Arbela, mentioned by Eusebius of Caesarea in the early fourth century A.D. Moreover, C. Lenzen and A. Knauf (1987) proposed that the name of the site in the Late Bronze Age was gintôt, which means "the place of the winepress" mentioned in Thutmose III texts and the Amarna Letters.
The area of the Tell is poor in permanent perennial water resources; only one natural spring has been registered in the region (Lenzen and McQuitty 1989:298). Nevertheless, the surrounding area of the site is fertile and since ancient times has supported agriculture consisting of grain, vegetables and fruit trees.
Several major and minor wadis are located in the vicinity of Tell Irbid, and Wadi al-'Arab is one of the most important one. In addition, basalt boulders are still visible in the plains of Irbid; these were probably pushed to the area during the Pleistocene era
Fieldworks
The site Tell Irbid has been visited and explored since the nineteenth century when the early travelers and explorers registered mainly remains of classical antiquity in the vicinity of the modern city Irbid. The importance of the Tell was first noted by W.F. Albright (1929:10) and N. Glueck (1951:153-154), who identified the Tell as one of the Late Bronze Age sites in north of Jordan. Since the second half of the twentieth century, several salvage, rescue and research excavations have been conducted at the site. During the Late fifties and early sixties R. Dajani excavated several MB/LB, LB and Iron Ages tombs found on the Tell Irbid and the Refugee Camp adjacent to it (Dajani 1964; 1966).
The tomb excavations were followed in 1983- 1986 by a survey, salvage and rescue excavations conducted jointly by Yarmouk University, the Department of Antiquities of Jordan and the Municipality of Irbid (Lenzen 1989).
During the nineties of the last century, the Department of Antiquities of Jordan compensated the Dar es-Saraya Building*, which was used as a prison for some time, and decided to convert it to an archaeological museum. In addition to the renovation operations, two test excavations have been undertaken in the courtyard of the building by the Department of Antiquities of Jordan. The first one started in 1995, under the supervision of Ruba Abu Dalu and the second tookplace in 2006 under the directorship of Khaled Nashef.
This paper aims at presenting a discussion of the chronology and archaeology of Tell Irbid, based on both published and unpublished results of excavations conducted at the site.

Results of Excavations
Generally speaking, and as a result of the above mentioned fieldworks, it has been deduced that the site was first occupied during the fourth millennium BC (Chalcolithic period) and continued to be occupied till ca. 800 BC (Lenzen 1992: 456; Lenzen and McQuitty 1989: 299).
Tell Irbid was enclosed with a city-wall during the Early Bronze Age, and parts of it still visible in the western side of the site (Dajani 1966:88). Moreover, the archaeological excavations conducted at the site in 1985 and 1986 revealed remains of a city-wall dated to the Middle Bronze Age, which was reused during the LBII (Lenzen 1992:456). In addition, remains dated to the Late Bronze Age III/Iron 1 Ages were also excavated.
Unfortunately, the top archaeological layers of the Tell has completely removed and replaced by building up modern buildings and one of them is the Ottoman build Dar es-Sarayah. Thus no archaeological remains were reported from the Tell and dated to after 800 BC (Lenzen 1992; Lenzen and McQuitty 1989).
In addition to the excavations conduced at the Northern side of the Tell, in 1958-59 R. W. Dajani excavated a number of tombs (A, B, C, D and E) and most of them were uncovered in the Palestinian Refugee Camp, which is adjacent to the northern side of the Tell, and might be considered as a part of it. The excavator dated the excavated archaeological objects found in these tombs to the LB-Early Iron Ages (Dajani 1966:88).
Moreover, in 1968, two other tombs were excavated on the Tell and the found pottery vessels consisted of imported and local pottery dated to the MBIII/LBI period (ca. 1600-1490 BC)(Kafafi 1977).
Due to the fact that the main aim of this paper is at presenting information about Tell Irbid during the Late Bronze and the Iron Ages, below we present a brief study of the results of the archaeological remains found at the site and dated to those periods.


Tell Irbid during the Late Bronze Ages (ca. 1550-1200 BC

The archaeological excavations conducted at Tell Irbid proved that it has been settled as early as the Chalcolithic period. Moreover, archaeological materials belonging to the Late Bronze Age I (ca. 1550-1400 BC), Late Bronze Age II (ca.1400-1300 BC) and LBIII (ca. 1300-1200 BC) were also excavated at the site. Below we present a brief study for the uncovered material belonging to each sub-period.

a. Late Bronze Age I (ca. 155-1400 BC

It has been published that during the archaeological excavations conducted at the northern side of the Tell, only fill ceramics dated to the early part of this period has been uncovered (Lenzen and McQuitty 1989: 299). In addition, in the year 1968, two tombs were uncovered on the Tell. The finds of these tombs, which are on display at Dar es-Saraya Museum in Irbid, were studied by Z. Kafafi (1977: 111-148). The findings of these tombs consisted of local and imported pottery vessels. Parallels were found in sites in both Jordan and Palestine (Lachish "Tomb 119 and Tomb 1555", Hazor "Tombs 9024 Area D, 7021 Area E" , Megiddo "Strata X-VIII", Beth-Shemesh "Stratum IVa" and Tell Beit Mirsim "Stratum D"). Based on this parallel study the excavated pottery pots from those two tombs might be dated to a period ranging from the MBIII (ca. 1650-1550) to the beginning of the LBI (ca. 1550-1490 BC) (Kafafi 1977:113).


b. Late Bronze Age II (ca. 1400-1300 BC

In 1958/1959, the Department of Antiquities of Jordan uncovered a number of tombs at the ancient tell of Irbid, in the Palestinian Refugee Camp Tombs A-D) (Dajani 1964; 1966). Tomb D was dated by the excavator to the end of the Late Bronze Age and the beginning of the Iron Age periods (ca. 1350- 1100 BC) (Dajani 1964: 99-101).
Parallels for the excavated pottery pots from the tomb were found at Hazor, Strata 1A and 1B in the Lower City (Yadin et al 1958: 81; 1960: 111). The pottery vessels excavated in Stratum 1B at Hazor were encountered lying over Late Bronze Age Ib (ca. 1479-1400 BC) contents (which belongs to Stratum 2) and under Stratum 1A (Yadin et al 1958:81, 105). In addition, at Area "F" and in Tomb 8144-8145 a large quantity of vessels related to Stratum 1B, dated to the LBII period (Yadin et al 1960:140), was found and some of it was similar to those from Irbid Tomb "D".
Stratum "C", dated to the Late Bronze Age, at Tell Beit Mirsim (Albright 1932:Pl. 48) produced similar saucer lamps to those from Irbid Tomb "D". Moreover, Stratum VIIB at Megiddo dated to the LBII produced several parallels for Tomb "D" objects (Loud 1948a: 5, 29; 1948b). Few parallels were visible at Beth-Shemsh, Stratum IV, which is dated to the LBII period (Tufnell et al 1958b: Pls. XXXV: 9, XXIX: 3). Also, parallels were found at Gezer (Cave I.10A) dated to the LBI/LBII "ca. 1400 BC" (Dever et al 1971: 104-105; Seger 1972).
To conclude, the parallel study of the excavated pottery vessels encountered in Tom "D" at Tell Irbid indicated that the most acceptable date is going over the last phase of the Late Bronze Age II (ca. 1350-1300 BC) (Kafafi 1977), and does not go through the Iron Age period as the excavator believed (Dajani 1964:101).


Late Bronze Age III/Iron I Ages (ca. 1300 – 1000 BC
During the eighties of the last century the Municipality of Irbid atarted widening the street encircling the Tell from north and northwestern sides in the purpose of constructing stores. Thus, the rescues and salvage excavations conducted in 1985 and 1986 by C. Lenzen and her group concentrated their efforts on excavating this part of the site aiming at reiterating, recording and documenting all archaeological data before being lost.
Several areas were opened (A-C) and domestic constructions have been exposed indicating the urban nature of the site. An enclosure complex was first built in ca. 2000 BC, and continued in use during the following periods has been partially excavated.





In addition, remains dated to the Late Bronze Age III/Iron 1 Ages were also excavated. An architectural complex consisted of a perimeter wall; four to five separate rooms, a tower and a sanctuary were exposed. The building was multistoried and built by mud-brick walls on stone foundation (Lenzen 1997:181; Lenzen and McQuitty 1989: 299).
Inside this construction cultic objects and pottery vessels dated to the LBIII/Iron 1 were found. Above this complex the excavators reported that they found four meter of destruction debris, perhaps caused by natural means (Lenzen 1997) and not by a military destruction. It seems that during the beginning of the Iron Age the nature of settlement has been changed from public to domestic.
It has been published by the excavators that following the destruction of the complex, the debris was leveled and the stones were reused to construct a domestic and industrial area. Moreover, it has been declared that it was only the complex area which was destroyed, in the meantime the rest of the site attested changes in construction techniques from the Late Bronze Age III to the Iron Age. In addition, the pottery corpus excavated shows a gradual change in typology (Lenzen 1997:181).

Iron Age II (ca. 1000 – 586 B
In 1958 four tombs were excavated at the Refugee Camp adjacent to the tell from the northern part, and three (A-C) of those yielded pottery pots dated mainly to the Iron II period.
Tombs A and B consisted of two burial caves and connected with one another by a passageway. Unfortunately, both burials were disturbed by human activities and filled with debris.
In addition to the 200 pottery pots found in the two burials, other funerary objects consisted of stone and metal such as earrings and beads (Dajani 1966:88).
The excavator argued that Tomb "A" should be dated to the Iron Age, while "B" to the transitional period LB/Iron I.
Tomb "C" has been described as a small rock cut cave, oval in shape and has a bench at the end of the cave. The excavators found a human skeletal remain was put on top of the bench with few pottery pots placed close to the skull. It seems that the tomb was robbed in a later period.
Only fifteen intact pottery vessels were found inside the tomb, beside a zoomorphic vessel. The excavator dated this tomb to a period ranging from ca. 1350-1150 BC (Dajani 1966:89), which is unacceptable.

Dar es-Saraya 1995 Test Excavations

Dar es-Saraya is an Ottoman building constructed on the southern slope of Tell Irbid during the Ottoman reign on Jordan. The construction has been used as a prison for a while by the Jordanian authorities. However, the Department of Antiquities and during the nineties of the last century decided to compensate the construction in the aim of turning it to an archaeological museum. Thus, it has been going under reconstructing and renovation operations.
The Department of Antiquities of Jordan grasped this opportunity and decided in the period ranging between 7/2/1995 to 1/7/1995 to undertake test excavations in the courtyard of the building. Below, we present preliminary ideas about the results of this excavation, hoping that a detailed study of the results of this dig is planned for the future.

The Excavation

Before starting the excavating operations, a grid of squares was made. Only two squares (A1 and B1) were excavated and each measures 5x5m.
The excavator mentioned that four occupational phases are recognizable, and as the following:

Phase IV = Early Bronze Age
Phase III = Iron Ages
Phase II = Ayyubid/Mamluk
Phase I= Late Ottoman

No Ottoman architectural remains were encountered in the excavated squares. Actually, it was only Ottoman pipe fragments were encountered from this period.
In Phase II, glazed Ayy./Mam. Pottery sherds, a water channel, a basin and Tabun fragments were dug.
The richest archaeological materials were found in loci belonging to the Iron Age II. A large amount of pottery sherds, large walls constructed of basalt boulders, Tabun fragments, a human figurine and a floor built of red mud- bricks were uncovered.
Phase IV has been assigned to the Bronze Ages. The excavated pottery sherds are belonging to the last stage of the Middle Bronze, the beginning of the Late Bronze Ages, the Late Bronze Age III. In fact, Bichrome Ware sherds are visible amongst the dug collection. Pottery sherds decorated with red and brown metops or lines which considered as characteristics of the Middle Bronze Age III (ca. 1650-1550 BC) and the Late Bronze Age Ia (ca. 1550- 1490 BC) were recognizable.

In addition, Late Bronze Age III/ Iron I pottery sherds are also identifiable. From the assemblage a Mycenaean pottery sherd is noticeable. Moreover, cooking pots with triangular rims, which are typical of the end of the Late Bronze and the beginning of the Iron Age were found.
To sum up, it is obvious from the preliminary study of the excavated pottery sherds in the courtyard of Dar es-Saraya that the Tell has a long occupation started from the Early Bronze Age through the Islamic periods. Unfortunately, though the results of this test excavations are of great importance, but we still need a detailed and through study to understand the nature of occupation and the type of settlement all through periods.

Conclusion

To conclude, Tell Irbid which represents one of the largest tell in the south of the Levant witnessed several rescue and test excavations. Unfortunately, till the present not a single regular one has been undertaken. Nevertheless, this study compiled information from published and unpublished reports in the aim of achieving a first step towards building up a chronological table for the site. Indeed, archaeological material dated to the MB, LB, Iron Age, Ayyubid/Mamluk and Otttoman periods were found.
The excavated Late Bronze and Iron Ages tombs at the Palestinian Refugee Camp indicate that those periods were present at the site, but never give a complete idea about the type of the daily life. Thus, despite the fact that the excavated area at Dar es-Saraya is very small compared to the main area of the site, but it still very important in giving an idea in building up a chronological sequence for the Tell. In addition, it may be declared that we still lack a large scale excavation to be undertaken at the site. This may hep in understanding the settlement patterns all through time and exposing a complete plan of the excavated archaeological remains. With the opening of the Dar es-Saray Archaeological Museum, this may help in bring the City of Irbid as a target for tourist groups.


* Dar es-Saraya is a construction built during the last phase of the Ottman Period and has been used during the twentieth century as a prison.

Bibliography

Albright, W. F. 1932; The Excavations of Tell Beit Mirsim I, The Pottery of the First Three Campaigns. The Annual of the American Schools of Oriental Research 12 (1930-1931). New Haven: American Schools of Oriental Research.

Albright, W. F. 1929; New Israelite and Pre-Israelite Sites: The Spring Trip of 1929. Bulletin of the American Schools of Oriental Research 35: 12-14.

Dajani, R. W. 1964; Iron Age Tombs from Irbid. Annual of the Department of Antiquities of Jordan 8-9: 99-101.

Dajani, R. W. 1966; Four Iron Age Tombs from Irbed. Annual of the Department of Antiquities of Jordan XI: 88-101.

Dever, W. G. et al 1971; Further Excavations at Gezer, 1967-1971. Biblical Archaeologist 34: 94-132.

Glueck, N. 1951; Explorations in Eastern Palestine, IV. Annual of the American Schools of Oriental Research 25-28. New Haven.

Kafafi, Z. 1977; Late Bronze Age Pottery from Jordan (East Bank). Unpublished M.A. Thesis submitted to the University of Jordan.

Lenzen, C. J. 1997; Irbid. P. 181 in E. M. Meyers (ed.); The Oxford Encyclopedia of Archaeology in the Near East. New York: Oxford University Press.

Lenzen, C. J. 1992; Irbid, Tell. Pp. 456-457 in D. N. Freedman et al (eds.), The Anchor Bible Dictionary, Volume 3, H-J. New York: Doubleday.

Lenzen, C. J. and Knauf, E. A. 1987; Notes on Syrian Place Names in Egyptian Sources. Göttingen.

Lenzen, C. and McQuitty, A. 1989; Irbid (Tell). Pp. 298-300 in D. Homès-Fredricq and J. B. Hennessy (eds.), Archaeology of Jordan. II1 Fieldwork Reports, Surveys and Sites A-K. Akkadica Supplementum VII. Leuven: Peters.

Loud, G. 1948a; Megiddo II, Seasons of 1935-39, Text. Chicago: The University of hicago.

Loud, G. 1948b; Megiddo II, Seasons of 1935-39, Plates. Chicago: The University of hicago.

Seger, G. A. 1972; Tomb Offerings from Gezer. Jerusalem: the Rockefeller Museum.

Tufnell, O. 1958a; Lachish IV (Tell ed-Duweir), The Bronze Age, Text. London: Oxford University Press.

Tufnell, O. 1958b; Lachish IV (Tell ed-Duweir), The Bronze Age, Plates. London: Oxford University Press.


Yadin, Y. et al 1958; Hazor I, an Account of the First Season of Excavations, 1955. Jerusalem: the Magnes Press.

Yadin, Y. et al 1960; Hazor II, an Account of the Second Season of Excavations, 1956. Jerusalem: the Magnes Press.

الجمعة، 22 يناير 2010

اوجاع السياحة الداخلية

ااوجاع السياحة الداخلية
ربى احمد ابو دلو
كل الشكر والتقدير لمعالي وزيرة السياحة والاثار ...على التوضيحات الجريئة التي قراتها لها سابقا وبعد ان كتب العديدعن اوجاعهم عن السياحة الداخلية ومشاكلها والتي هي نتاج الرغبة الشديدة لدى الجميع في تنشيط الحركة السياحية الداخلية للاستفادة من آثارها الإيجايبة,, اجتماعية كانت ام اقتصادية.اسمحي لي ان اتطرق لشيء فيه فائدة لهذا القطاع مستعينا بخبرتي العلمية والعملية البسيطة في مجال السياحة والاثار. فلا بد من التخطيط لسياحة داخلية ناجحة.فقد وجدت انه قد يكون من الصعوبة بمكان استخدام الأساليب التخطيطية التقليدية لوضع استراتيجية عامة تترجم إلى خطط عشرية أوخمسية تفصل إلى خطط وبرامج قصيرة المدى، فنجد أنفسنا بعد التنفيذ أننا قد حدنا بعيداً عن الأهداف التي كنا نأمل في تحقيقها من خلال هذه الخطط.وقد يكون من المفيد أن نأخذ بأحدث اساليب التخطيط التي تتكون من:أولاً: تبني رؤيا سياحية ويعتمد تحديد هذه الرؤيا على وجود قاعدة بيانات متكاملة ثم تحلل هذه البيانات وتحدد من خلالها مؤشرات رئيسية تكون أساسا للرؤيا السياحية المقترحة.ثانياً: تحديد استراتيجية لتحقيق هذه الرؤيا وبعد أن يتم تبني الرؤيا السياحية وتحديد توجهاتها، تقترح استراتيجية لتحقيق هذه التوجهاتثالثاً: وضع خطط العمل لتنفيذ الاستراتيجية بعد اعتماد هذه الاستراتيجية، تحدد السياسات والأنشطة والبرامج اللازمة لتحقيقها، ثم توضع خطط عمل تفصيلية لتنفيذ السياسات والأنشطة والبرامج المحددة.رابعاً: المتابعة والتحديث ان متابعة تنفيذ السياسات والأنشطة والبرامج لمعرفة مستوى تنفيذها ومدى نجاحها في تحقيق الفائدة المرجوة منها ومن ثم تحديثها، هو من أساسيات العملية التخطيطية السليمة.لنكاثف الجهود لتحقيق الهدفولا اعلم ان كنت مخظئة ام لا فانا وكباحثة ومتابعة لكل ما يتعلق بالاثار والتراث ..اعتفد ان عضوية الاردن في لجنة التراث العالمي تنتهي في 2011 ؟؟ وهذا يعني انه سيكون لنا تاثير في الجلسة المخصصة لاستعراض طلبات الدول لتسجيل المواقع التي طلبت ادراجها في قائمة التراث العالمي ويجري التصويت على كل موقع على حدة، ومن حق الدول الأعضاء أن تبدي تحفظاتها بشأن الموقع وللدول غير الأعضاء التي ترسل مراقبين أن تتقدم بتحفظاتها مكتوبة حول أي موقع من المواقع التي تطرح للتصويت الى رئيس دورة المجلس لتدرج في التقرير النهائي للدورة. والى الان تم تسجيل البتراء وأم الرصاص بالإضافة الى قصر عمرة انضمت في وقت سابق إلى قائمة منظمة التراث العالمي في اليونسكو.وهذا يعني 4 مواقع فقط ؟؟؟؟ ونحن نملك العديد من المواقع الاثرية السياحية الغنية ؟؟؟اين الخطا اذن ؟والتوجه حاليا يكمن في إدراج كل جرش وتم ادراج وادي رم على اللائحة التمهيدية لمنظمة التراث العالمي خلال العام الحالي وقد تم ادراج وادي رم.وللأسف لم نشرع في تسجيل أي موقع من المواقع الثقافية او الطبيعية الموجودة في المملكة على «قائمة التراث العالمي» التي تضم حتى الآن 878 موقعا ثقافيا وطبيعيا حول العالم علما باننا نملك العديد ن المواقع مثل ( طبقة فحل – اذرح -ام الجمال –الزيرقون- وادي الشلالة) وغيرها من المواقع الاثرية في الاردن.السؤال المهم ؟ما المخاوف التي قد تكون وراء تأخر تسجيل المواقع الاثرية الكثيرة في الاردن والتي تستحق التسجيل ؟ ومدى مصداقية هذه المخاوف ؟ ولا أستغرب الان بعد هذه التصريحات هذا التأخر في تسجيل مواقع اخرى في الاردن ، خصوصا في ظل وجود عدد من خبراء التراث الثقافي البارزين عربيا وعالميا وهم ذوو اطلاع واسع على واقع التراث العالمي، وهذا على الرغم أيضا من مشاركة مراقبين من المملكة في جميع دورات لجنة التراث العالمي واجتماعاتها غير الاعتيادية. فما هي سبل التعجيل في تسجيل المواقع الاثرية؟؟ وهل سيساهم تكاثف الجهود في ذلك؟؟هل سينجح بناء شراكة حقيقية بين اطراف القطاع السياحي الخاص والعام ؟؟هل سيتم وضع خطة ادارية محكمة ؟وان وضعت؟ من سيقوم بمحاسبة الجهات ذات العلاقة ومتابعتها ؟؟ خاصة وان الوقت ليس من صالحنا .وإذا ما اردنا لسياحتنا أن تزدهر وتتطور بالشكل الذي يتوافق وطموحاتنا الكبيرة وتاريخنا العظيم وآمالنا المعقودة على هذا القطاع فأن الحفريات الاثرية يجب أن تأخذ حقها بشكل واف من البحث العلمي والدعم اللازم الذي يوجب علينا إعادة تقييم السياسات الحالية التي تعتمدها وزارة السياحة والاثار ودائرة الاثار العامة بشكل خاص تجاه هذا النشاط المحدود في التنقيب عن المواقع الاثرية وهنا استذكر الاحباط الذي كان يرمي بظلاله حين درست الاثار بحب كبير وكنت موظفة في هذه الوزارة واستذكر كم احببت العمل بها..وتالمت كثيرا حين اتخذت القرار ... واستذكر كيف اضطررت انا وزملاء لي لمغادرتها..واستذكر احباطات طلبة قسم الاثار عندما يصبحون على وشك التخرج حيث كان يعلم الجميع بأن فرص العمل في مجال التخصص كانت شبه معدومة إلا لأعداد محدودة جدا إذا ما حالفها الحظ في التعيين في وزارة السياحة والاثار وبالتحديد في دائرة الاثار العامة فيما كان يتجه غالبية الخريجين للعمل في مجالات اخرى لا تتوافق وطبيعة تخصصاتهم . وهنا اجد من الضروري ايلاء هذا الجانب ايضاً الاهمية القصوى لما له من دور هام في تنمية القطاع السياحي على اسس مهنية .أما ما نتمناه أن يحصل في الأردن هو ما قد اسميه حراك عام تجاه السياحة والاثار يدفع بكل الطاقات الكامنة للانخراط بالمحافظة على المواقع الاثرية التي تم التنقيب بها ومتابعتها من قبل كل الجهات المسؤولة لما لهذه الظاهرة من انعكاسات ايجابية على القطاع السياحي والأثري . ولتسمح لي معالي الوزيرة بكل التقدير ان أتوجه هنا باللوم والعتب المغلف بالمحبة الى وزارة السياحة والآثار ومدير الآثار العام حيث يجب أن تولي هذا الجانب أهمية كبيره تتناسب مع تطلعاتنا كمواطنين ودارسين وباحثيين ... وأتمنى أن ياتي اليوم الذي نشهد فيه ولادات جديدة لمواقع اثرية جديدة وكوادر متعلمة ولديها المعرفة الكافية للعمل والمتابعة.

ذاكرة الامكنة :آثار غزة: التاريخ تحت الاحتلال والحصار


آثار غزة: التاريخ تحت الاحتلال والحصار
ربى احمد ابودلو
31-03-2009

غزة... تلك المدينة التي تحوي الحاضر والماضي والمستقبل
غزة ... وامسها كله حضارة ومجد.
فبعد ان داهمها الفراعنة المصريين بعد طرد الهكسوس.
وبعد ان اجتاحها اليهود القدامي.
وبعد جيوش الاسكندر الزاحفة عليها.
وبعد ان اجلي عنها الرومان.
وبعد ان ابعد عنها الصليبيون.
وبعد ان انعتقت من حكم العثمانيين في مطلع القرن العشرين.
وبعد ان تحررت من الانتداب البريطاني
وبعد ان شهد القطاع العديد من المحاولات اليهودية الغاشمة لضرب المدينة
وبعد ان استشهد اعداد كبيرة من المواطنيين
وبعد ان تعرضت مناطق كثيرة للتدمير والخراب
ماذا بعد...فلست باحثاَ يسبر اعماق الاحداث في غزه ليستخرج عبقرية المكان الساحر .
ولست مؤرخا يتعمق في تاريخ المنطقة وليس لي ان اكون لانني لا املك جلد المؤرخين العظيم.
لست ايا من هولاء.. لانني مجرد انسانة راقبت ما يحدث للتراث الأثري العربي و قرات وتذكرت وكتبت ما علمني إياه استاذتي الكبار يوما وما زال بالذاكرة . هذا العلم المفخخ بالاعتزاز بقي يشدني لفلسطين ولغزة.
لتبدأ معها رائعة من روائع الامكنة التي لا نستطيع تجاوزها, والتي تجعلك تختال معها في كل شيء.. كبرياء .. عزة.. شموخ .. صمود.. فهي كل ذلك, مدينة الثأر والنار في سبيل الحرية والخلاص والسلام.
وستبقى غزة بعد غزاتها مثلما بقيت مكانها عبر الاف السنين.
لكن غزاتها الجدد كانت لهم مخططاتهم واساليبهم الخاصة وادعاءاتهم التاريخية والسياسية .
فلنتذكر ثيودور هيرتسل مؤسس الحركة الصهيونية حين قال سوف اقول لقيصر المانيا " ان فلسطين ارض بلا شعب وينبغي ان تعطى لشعب بدون ارض".
فبعد سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي حرمت فيها مدينة غزة من هويتها التاريخية، بدأت المدينة تستعيد ماضيها المجيد، ليعود ويندثر ثانية, فقطاع غزة يشكل أهمية كبيرة منذ القدم, لوقوعها على أبرز الطرق التجارية في العالم القديم, تلك التي تبدأ في حضرموت واليمن, ثم تسير شمالاً إلى مكة والمدينة والبتراء, ومن هناك إلى فرعين, ينتهي أحدهما في غزة على البحر المتوسط ويمتد الثاني شمالاً إلى دمشق وتدمر.
فلقد كانت غزة القديمة يحيط بها سور عظيم له عدة أبواب من جهاته الأربعة، وكان أهمها باب البحر أو باب "ميماس" نسبة لمينائها غرباً، وباب "عسقلان" شمالاً و"باب الخليل" شرقاً، وأخيراً باب "دير الروم" أو "الداروم" جنوباً، وقد اعترى هذه التسميات الكثير من التبدل وفقاً لاختلاف وتبدل الزمن والإمبراطوريات، وكانت هذه الأبواب حصينة جدا، مما جعلها مستعصية على أعدائها. وجميع هذه العناصر القوية جعلت أجدادنا من العرب الكنعانيين الذين أسسوها قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد يسمونها "غزة".
كان يطلق عليها في عهد الفراعنة (جزاتي) أطلق عليها الفرس اسم (هازاتو) أما العرب فقد أطلقو عليها اسم (غزة هاشم) نسبة إلى جد الرسول صلى الله عليه وسلَّم. وهي بلدة كنعانية عربية من أقدم مدن العالم
هذا ما جعلها تتميز بمكانة إستراتيجية وعسكرية كبيرة، فقد كانت حلقة الاتصال بين مصر والشام, وكان الاستيلاء على غزة يعني السيطرة على طرق الحرب والتجارة بين آسيا وإفريقيا، وعلى هذه الطرق تأسست القرى والمدن عبر العصور المختلفة والفترات التاريخية المتعاقبة , ومن هذه المواقع الاثرية ما تم اجراء حفريات بها ، والعديد منها ما زال ينتظر حفريات ومسوحات ودراسات الآثاريين المهتمين.... فماذا حدث للتراث الثقافي الأثري في قطاع غزة ؟ هل بقي من هذه المواقع بقية؟
آثار هامة تم اكتشافها في قطاع غزة ولم يتم الاهتمام بها فقد تم التوقف لسنوات عديدة فرضتها الانتفاضة والاحتلال إحتلال إسرائيل للقطاع عام 1967م والتراث الأثري يتعرض إمّا للنهب والسرقة أو للتدمير. او مخالفة كل القوانين والتشريعات الدولية بإجرائهم مسوحات وحفريات أثرية داخل القطاع.
إن المشاكل التي يعانيها قطاع غزة في الوقت الراهن أنست الكثير تاريخه الطويل و ما يزخر به من أثار. فهذه المواقع تشكل جزءًا من الهوية الفلسطينية والعربية. وجعلتهم غير مدركين لعراقة تاريخ المنطقة. إنهم لا يعلمون أن غزة سُكت عملتها الخاصة في القرن الرابع قبل الميلاد.
لقد مرت بالقطاع حضارات شتى بدءا من مصر و حضارة بلاد الرافدين
فالإغريقية والرومانية ثم الفارسية والعربية. حضارات تداخلت وتمازجت. وكان ذات يوم معبرا منتعشا للثقافات المتعددة.
وأثبتت التنقيبات الاثرية والأبحاث التاريخية والكتابات القديمة بأن غزة تعد من أقدم مدن العالم.علما بان غزة لم تحظ بمسح اثري جاد قبل حفريات الاعوام العشرة الماضية فمنطقة غزة ضمت ثلاث مدن مستقلة تَجمّعتْ اليوم في البلدةِ الحديثةِ المدينة الكنعانية لغزة مدينة العصر البرونزي القديم(موقع البلاخية الأثري المقام في داخل ميناء غزة القديم) والمدينة اليونانية الكلاسيكية (المشتل حاليا) والمرفا الروماني (غزة البحرية) وبمرور الوقت وبنمو المُدن الثلاث اندَمجوا؛ ولكنهم إحتفظَوا بهويتِهم الخاصةِ
وكانت لكل مدينة من هذه المدن جدرانها التي تحميها حيث يبين كيف طور الغزيون الانظمة الدفاعية والحياة الحضرية عندما استخدموا النماذج الاغريقية
ففي حوالي (3500- 3100 قبل الميلاد) و خلال العصر البرونزي القديم الأول أسست مدينة غزة على يد الفراعنة المصريين، وذلك عندما شيدوا قلعة على الطريق التجاري الواصل بين مصر في الغرب وبلاد الشام في الشرق
خلال العصر البرونزي القديم الأول ويمكن رؤية بقايا هذه القلعة في موقع تل السكن الواقع على أطراف مدينة غزة الحالية .
ولم تعد لغزة أهمية كبرى خلال نهاية الألف الثالث قبل الميلاد. لكن غزة عادت إلى الظهور من جديد عندما دخل الهكسوس الى فلسطين خلال العصر البرونزي المتوسط (حوالي 2000-1550 قبل الميلاد) وقاموا باحتلال اكبر مدنها حيث تمثلت اثارهم في موقع تل العجول، الذي يقع على بعد حوالي 6 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة غزة الحالية. ويعدّ هذا الموقع من أهم المدن الكنعانية التي سُكنت خلال العصور البرونزية .
أما آثار العصر الحديدي، فقد وجد بعض الآثار العمائرية والمخلفات الثقافية المادية من القرن العاشر قبل الميلاد،. كذلك عثر على أواني فخارية فنيقية وهلنستية ورومانية وبيزنطية وإسلامية في تل العجول.
وفي موقع دير البلح عثر على العديد من المخلفات الاثرية التي أُورِّخ أكثرها إلى القرنين الرابع عشر، والثالث عشر قبل الميلاد. خلال الحفريات أعوام 1971- 1972م من قبل بعثة أثرية إسرائيلية أثناء احتلال قطاع غزة بعد حرب عام 1967م. و مصير هذه المكتشفات الأثرية ما زال مجهولا ..
اخطار كثيرة دمرت اثار غزة ففي عام 2004 مرت جنازير الدبابات الاسرائيلية على الارضية الفسيفسائية البيزنطية في جباليا والحقت ضرراً كبيراً به. .‏‏
وفي مخيم اللاجئين الفلسطينيين قريب من غزة راحوا يختبرون الطلاء الابيض لجدار بيت في المخيم في بقعة رملية محاطة بمسجد الشهداء حيث تبدو هناك شبكة من النتوءات المزخرفة المتمايزة وجدران على امتداد خمسة هكتارات تقريبا تستدعي بحق التنقيب عنها, لقد افاد هذا الموقع بمعلومات تسمح باعادة قراءة وتشكيل جديد لتاريخ غزة خلال العهد الفارسي والروماني.مدير الحفرية جان باتيست هومبير يقول: كانت مدينة اثيديون اخر المدن الكلاسيكية الكبرى في فلسطين وغالباً ماذكرت في النصوص الاغريقية انها مدينة اثيديون(المشتل حاليا) وفي الحقيقة لم يتم التنقيب عنها من قبل الفلسطينيين ولم نكن لنتعرف موقعها تماما.‏‏
ويعود تاريخها حسب المصدر (خبراء سويسريين من مركز فيكتوريا وفرنسيين من مركز الدراسات بالتعاون مع الفلسطينيين) الى القرن الاول قبل الميلاد وهي مؤلفة من سور يمتد طوله عشرات الامتار ومن منزل هيلنستي ومنزل روماني وعلى مسافة صغيرة منه هناك شارع مرصوف وفي ربيع 2005 اكتشفوا في البيت الهيلنستي جدران زينت برسوم جدارية مائية تمثل مساحات موحدة مركبة من الاحمر والاصفر والاسود وتحيط بها اطارات بيضاء تبدو في بعض الامكنة وكأنها مرمر, كما كشفوا عن قاعة حمام مع مقعد من الحجر للجلوس عليها أثناء الاستحمام وحائط صغير كانت توضع عليه جرار الماء وفيه فتحات لتصريف المياه
هذه الاكتشافات الأخيرة هي تتمة لاكتشافات سابقة وضعت خطواتها الأولى عام 1995 ضمن قطاع غزة وبعد ثلاثمائة متر تقريباً على الشاطىء تحقق علماء الآثار من أسوار يعود قدمها الى القرن الثامن قبل الميلاد من ضمنها منازل ومخازن تدل على أنها كانت مرفأ فارسياً, كما وجدت آلاف من قطع الخزف المطلية بالأسود تعود الى أصل إغريقي.‏‏
يقول هومبير باعجاب:‏‏
(لقد كان منزلا كبيرا مع رواق يطل على باحة داخلية وصالة استقبال مطلية بالأصفر والأسود يبلغ طولها تسعة أمتار انه شاهد رائع على حضارة الشرق).‏‏
ويضيف (أما البيت الروماني فلم يكن أقل أهمية بل انه أسطوري ولدينا مخطط كامل لبيت ارستقراطي من العهد الروماني في القرن الأول).‏‏
عندما استولت الأسر المالكة من الفرس على مصر أتيحت لهم الفرصة لأول مرة للانفتاح على المتوسط إلا أن سيطرتهم تميزت بالتسامح والتنظيم إذ دعوا اليونانيين والقبارصة والمصريين الى تعزيز التبادل فيما بينهم لكن بقي الطابع الهيلنستي للبلاد مسيطراً والمنازل الاغريقية والرومانية التي نراها اليوم شاهدة على ثقافة تلك العهود.‏‏
ان موقع اثيديون ليس الوحيد في قطاع غزة بل وجد أن ارثها غني بآثار لا يستهان بها ففي جباليا شمال غزة وجدنا بناء بيزنطياً فرشت أرضه بالموزاييك برسوم على شكل حيوانات وفي النصيرات جنوب غزة برزت من بين الرمال مجموعة أخرى من الموزاييك الجميل التي تبين أنها كانت ديراً للرهبان لموقع القديسة هيلاريون الذي يعتبر مؤسس حياة الرهبنة في فلسطين كما وجد جنوب غزة آثار تؤكد على وجود حياة بشرية هامة منذ 3300 عام قبل الميلاد.‏‏
فستبقى غزة معبرا منتعشا للثقافات المتعددة في سبيل الحرية والسلام, وستبقى غزة العربية مزروعة هنا في مكانها عبر الاف السنين منارة اشعاع على افاق الدنيا وستبقى دوما هي الاصل.
ولن ننسى ان سكان فلسطين وغزة منذ العبيديين، والغسوليين، والموريين، والكنعانيين، والمصريين، والهكسوس، والحثيين، والبابليين، والآشوريين، والفرس، واليونان، والرومان، كل هؤلاء قد تركوا في فلسطين آثاراً تدل عليهم إلا اليهود، لم يستطيعوا العثور على أي أثر يؤكد أطروحاتهم في وجود أناس يسمون (إسرائيليين أو عبرانيين)
وبعد هذا الاستعراض لاثار غزة والمخلفات الاثرية فيها, وبعد التدمير والتخريب الذي حصل لمعظم المواقع الاثرية، وبعد اعمال والنهب للممتلكات الاثرية والتراثية نرى أن إسرائيل لم تلتفت للاتفاقيات الصادرة عن المؤسسات الدولية التي تمنع إجراء الحفريات الأثرية من قبل الجهات المحتلة في الأراضي الواقعة تحت الاحتلال، وتمنع مصادرة الآثار أو تدميرها في حالة النزاعات المسلحة والحروب وهذه الاثار تمثل جزءًا من التراث العالمي أيضاً.

واخيرا
كيف ان هذا القطاع الساحلي الذي يتألف من خمس محافظات، هي شمال غزة، وغزة، ودير البلح، وخان يونس، ورفح. ويضم ثمانية مخيمات، وهي: مخيم جباليا، والشاطئ، والبريج، والنصيرات، والشابورة، ودير البلح، وخانيونس، والمغازي. ومن أكبر المدن في القطاع، مدينة غزة، التي يفوق عدد سكانها 400 ألف نسمة الغارق في الفقر والعزلة والخاضع لحكم حركة "حماس" كان ذات يوم معبرا منتعشا للثقافات المتعددة.
وكيف يمكن للتاريخ الثقافي المتنوع لغزة أن يصبح نموذجا للحاضر.
وكيف يمكن التركيز على أهمية دعم الحوار الثقافي، بدل البحث عن سبب لصراع الحضارات.

كنيسة حوفا


كنيسة حوفا: وشم على جبين شمال الأردن أحاله الإهمال أثرا بعد عين


محدودية المخصصات المالية شكوى دائمة لمسؤولي دائرة الآثار العامة في بلد يُوصف بمتحف أثري
* نسبة كبيرة من سكان بلدة حوفا لا تعرف عن وجود الكنيسة رغم قيمتها الفنية والمعمارية

سليمان قبيلات
إربد - حفرَ الإهمالُ عميقاً في جسدِ كنيسةٍ بيزنطيةٍ اكتشفت في العام 1992 على الخاصرة الشمالية لبلدة حوفا الوسطية في أقصى شمال غرب محافظة إربد، فانتزع أجزاء من فسيفساء المكان الذي تحول الى "مكرهة صحية"، على الرغم من ادعاء حراسة رسمية لا أثر لها في الموقع المنكوب.
الكنيسة التي تطل بقاياها بعناد على وادٍ سحيقٍ تتشبث بما تبقى من قطع فسيفسائية عاثت بها يد العبث، وسط إهمال رسمي لموقع تاريخي استملكته الحكومة، لكن واقعه يؤكد أنها لا تلقي إليه بالاً على الرغم من تعيينها حارساً لا يحرس المكان.
الى الغرب من الكنيسة يرتفع تل أثري تختفي هو الآخر معالمه تحت عشرات المنازل التي تبدو أسوارها الخارجية مشيدة من حجارة أثرية انتزعت من التل أو من ركام الكنيسة خلال العقود الماضية، وهو ما أكده الثمانيني حسن شوباش العزام.
العزام بدا وكأنما يستعيد صورة البلدة قديما، وهو يتحدث عن الآثار التي كانت تغطي مساحات واسعة من حوفا، إلا أن التكاثر السكاني وانحسار الوعي بقيمتها جعلا الاعتداء عليها سلوكاً مستقراً لدى السكان، مستذكراً أن أسواراً وجدراناً طويلة كانت بادية للعيان فجرى انتزاع حجارتها أو البناء فوقها أو تجريفها.
الباحثة رُبى أبو دلو التي اجرت تنقيبات في موقع الكنيسة العام 1992، أرجعت تاريخ الكنيسة إلى معمار أواخر القرن الخامس والقرن السادس الميلاديين، موضحة أن الكنيسة كانت تشغل مساحة 420 متراً مربعاً، وتضم أروقة ثلاثة؛ الاوسط والشمالي والجنوبي.
وكشفت تنقيبات أبودلو عن أرضيات فسيفسائية غطت منطقة الكنيسة وأروقتها الثلاثة وكانت تحمل أشكالا هندسية ونباتية وزخارف وكتابات يونانية مُهمّة، أوضحت أبو دلو أنها عبارة عن "كتابات تذكارية لإحياء ذكرى أُختين وصلوات لخلاص العباد"، إضافة الى اسماء اشخاص وكهنة "تفيد المتخصصين في علم الكتابات القديمة وفكفكتها"، فضلا عن "زخرفة تحمل معاني لرموز دينية مثل الصليب الذي يرمز الى الايمان بارتكازه على قاعدة شجرة الحياة، والطاووس الذي كان رمزاً للحياة".
وعلى الرغم من عدم وضوح المعنى العام لهذه الرموز، توقعت أبو دلو أنها قد تمثل صوراً استعارية وضعت عند المدخل لتوجه رسالة ذات معنى محدد، مؤكدة أن الرموز في الكنائس تبقى موضوعاً بحاجة الى بحث عميق ودراسة مستفيضة.
وأضافت أنه عثر على عدد قليل من المكتشفات مثل الكسر الفخارية وقطع العملة التي يعود تاريخها الى الفترة (518-527 ) للميلاد في عهد الامبراطور الروماني جوستين الاول، اضافة الى صليب من البرونز معلق بسلسلة وكسر زجاجية تعود الى الفترات الرومانية والبيزنطية. ويقع في الجهة الغربية للكنيسة قبران من الصخر.
والكنيسة التي لم تشهد عناية واهتماما منذ العام 1992 تتدثر بالصمت القسري تحت أعشاب جافة، بينما يبدو حوض التطهر في مدخل بنائها مليئاً بالقاذورات، فيما يغص نفق المقبرة بالأوساخ والأنقاض.
تاريخيا، أشار ياقوت الحموي في معجم البلدان الى (حوفا )عندما ذكر أن الحوف، هو القرية في بعض اللغات والجمع احواف والحوف بمصر حوفان الشرقي والغربي وهما متصلان اول الشرقي من جهة الشام وآخر الغربي قرب دمياط يشتملان على بلدان وقرى كثيرة وقد ينسب اليها (قسيم بن احمد بن الحوفي) وغيره، اضافة الى حوف رمسيس موضع آخر بمصر.
وحوف، كما يقول ابن منظور، الحافة- والحوف الناحية والجانب. والمرجح أن التسمية منقولة، حيث درج السكان على نقل اسماء مناطقهم بانتقالهم الى مناطق اخرى.
واستنادا الى آراء اهالي المنطقة فإنه يتضح أنهم أطلقوا هذه التسمية عليها لان الاودية تحف بها من كل جانب.
وعلى الرغم من تأكيده أنه زار موقع الكنيسة قبل نحو شهر، فقد كان مفاجئاً لمفتش آثار اربد وجيه الكراسنة أن يسمع عن الحال الكارثية للمكان، مستغرباً بعد أن أقرّ بمسؤولية دائرته عن الموقع عدم التزام الحارس الذي جرى تعيينه قبل ثلاثة أشهر.
لكن كراسنة الذي أوضح أنه يجري القبض على حالتين أو ثلاث حالات شهرياً من الاعتداء على الآثار في محافظة اربد تجري معاقبة مرتكبيها حسب نصوص القانون، لم يُشر الى أي حالة اعتداء على موقع كنيسة حوفا الوسطية على الرغم من سوء أوضاعها.
ويعاقب قانون الآثار رقم 21 لسنة 1988 وتعديلاته في مادته 26 بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على ثلاث سنوات وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف دينار وبما يتناسب مع قيمة الاثر.
ويورد القانون تسع جرائم تعد اعتداء على الآثار، وتشمل التنقيب من دون الحصول على رخصة بمقتضى القانون، والاتجار بالاثار او المساعدة او المشاركة او التدخل او التحريض عليه، اضافة الى القيام بإتلاف او تخريب او تشويه الاثار او تغيير معالمها، وتزوير أي أثر او تزييفه او امتناع عن او تخلف عن تسليم آثار مكتشفة، سواء كان يحمل رخصة للتنقيب او لم يكن يحملها. كما يعاقب القانون على سرقة الاثار أو المتاجرة بها أو بالمقلدة وبيعها بصفتها آثاراً أصلية.
وحوفا الوسطية بلدة في شمال الأردن يبلغ عدد سكانها نحو 6 آلاف نسمة، وتبعد عن مدينة إربد 12 كيلومترا، وتمتد حاليا على مسافة أكثر من 6 كم وتشتهر بتربتها الخصبة وبزراعة الأشجار المثمرة، خصوصا الزيتون واللوز والحمضيات.
وتحيط حوفا أودية عميقة من جهاتها الاربع، وهي تحاذي بلدات صمّا من الجهة الغربية والخراج وقميم من الجهة الشمالية وكفرعان من الجهة الشرقية وابسر أبوعلي من الجهة الجنوبية.
وتتميز البلدة باتساع البقعة الصالحة للزراعة وتنوعها من سهلية ومنحدرة وارض عميقة وصخرية ووعرة، وفيها أقدم معصرة للزيتون في المنطقة.
كذلك تشتهر البلدة بزراعة اللوز الاخضر وتعتبر من أهم المناطق في انتاجه، اضافة الى زراعة القمح والشعير، على الرغم من أن غالبية السكان هجرت الزراعة، خصوصا في العقد الاخير ليتجهوا إلى العمل الحكومي ذي الطابع الاداري، وهو ما تفاقم بفعل انحدار مستويات المعيشة وموجة الغلاء وانحسار مردود الانتاج الزراعي.
وفي دراسة مقارنة لنسقها المعماري الفني مع كنائس خلدا في العاصمة عمان واليصيلة وقم الاولى وقم الثانية، أنجز الباحث محمد هشام العزام مطلع العام الحالي رسالة ماجستير عن كنيسة حوفا، استنادا الى ما جرى اكتشافه وتوثيقه سابقا.
واكد العزام في دراسته المقارنة أن كنيسة حوفا الوسطية تتميز بالحنايا المتساوية الأقطار التي تعد نمطاً معمارياً فريدا مقارنةً مع تلك الكنائس.
وأوضح الباحث العزام أن الكنيسة شُيِّدت على النظام البازيلكي وهي تتكون من ثلاثة أروقة وحنيتين في نهاية الرواقين الاوسط والشمالي، مشيرا إلى أنه تلحق بالكنيسة ساحة خارجية أرضية جزء منها فسيفسائية وهي تتقدم منطقة المدخل وعثر فيها على حفرة تخزينية ومقبرة.
وعرض العزام، الذي يبدي شغفا يقوده إلى ناستالجيا لموروث الأرض الأردنية، مسلسل التدمير الذي طاول الكنيسة عبر العصور، معتبرا أن ما تتعرض له الآثار في كثير من مناطق المملكة يعد جريمة ترتكب في وضح النهار وعلى مرأى من الشهود.
والنظام البازيلكي واحد من أربعة طرز معمارية استخدمت في عمارة الكنائس واقتبسه معماريو بيزنطة الشرقية من البازيلكي الرومانية (المعابد) التي تتميز بكونها مساحة مستطيلة مقسمة بأعمدة إلى ثلاث بوائك أكثرها اتساعا البائكة الوسطى، وظل هذا الطراز سائدا في عمارة الكنائس البيزنطية الرومانية الشرقية حتى القرن السادس الميلادي، بينما ظل منتشرا في أوروبا حتى القرن الثامن الميلادي.
أبو دلو أشارت الى أن المسوحات الأثرية المبكرة لم تذكر موقع حوفا الاثري بشيء من التفصيل، لافتة الى أن الرحالة شوماخر وصف البلدة خلال زيارته لها في العام 1886، بـ"قرية جيدة البناء وتحتوي على 50 منزلا صغيرا مبنيا من الحجارة ويبلغ عدد سكانها 350 نسمة منهم عائلتان مسيحيتان".
ويتطرق شوماخر الى موقع أثري آخر مجاور للكنيسة هو مرقد (الولي الشيخ سعد) في الجهة الشرقية من القرية. ويبدو انه المقام نفسه الذي يطلق عليه (مقام الشيخ صالح)، والتسمية الحديثة ليست تسمية حقيقية بل هي وصف لرجل قد يكون سعدا أو غيره يتسم بالصلاح، موضحا أن المدخل إلى ساحة الشيخ يكون عقب العتبة الحجرية التي تحمل نقوشات وتزيينات جميلة وكتابات قرآنية كتبت بدقة.
ويذكر شوماخر ان في الموقع آبارا محفورة في الصخر وكهفا ومعاصر للزيتون والعنب.
أما عالم الاثار الاميركي نلسون جلوك الذي أجرى مسحا اثريا في العام 1951 فأشار الى وجود كسر فخارية تعود الى الفترات الرومانية والبيزنظية والاسلامية.
مسح أثري آخر أجرته الباحثة أبو دلو في المرتفع الذي تقع عليه قرية حوفا والمنحدرات المحيطة أظهر منشآت قديمة، و25 بئر ماء منتشرة في عدد من المناطق الصخرية والسكنية في الموقع، اضافة الى معاصر نبيذ محفورة في الصخر ومقالع حجرية غطت مساحات واسعة من المنطقة.
ودلّت النماذج الفخارية التي عثر عليها أثناء المسح على أن الموقع كان مأهولاً خلال العهود الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
ويثير الوضع المأساوي لمتبقيات الكنيسة التي جرى اكتشاف أرضياتها صدفة في العام 1992خلال فتح طريق زراعية أسى الشاب حسن لبابنة الذي أوضح أنه كان شاهد عيان على الكشف الاول لقطع الفسيفساء، ما دفعه الى ابلاغ دائرة آثار اربد، التي عملت لاحقا على التنقيب في الموقع ودراسته واستملاكه وترميم مساحة 500 متر مربع بمبلغ نحو 7500 دينار، فضلا عن تعيين حارس للموقع.
وتعد محدودية المخصصات المالية شكوى دائمة لمسؤولي دائرة الاثار العامة في بلد يُوصف بمتحف أثري، وهو ما أكده أخيراً المدير العام للدائرة فواز الخريشا، الذي أوضح أن استراتيجية الدائرة للعام الحالي تركز على ترميم المواقع الأثرية بالدرجة الأولى.
وقال الخريشا في تصريحات سابقة ان مخصصات دائرته متواضعة ولا تكفي لإتمام مشاريع قائمة، خصوصا في عمليات الترميم واستملاك مواقع يشغلها مواطنون حاليا، مبينا أن 6.571 مليون دينار مخصصة لانجاز مشاريع تعتزم الدائرة تنفيذها.
وفي إشارة الى مشكلة عابرة للعقود قال الخريشا إن فترة إمارة شرق الاردن (1921 - 1951) شهدت إقدام مواطنين على استملاك أراض تضم مواقع أثرية يقتضي الحال أن تكون ملكاً للدولة، بينما لا يتجاوز مليون دينار ما خصصته دائرة الاثار هذا العام لترميم المواقع الأثرية في المملكة.
ومن بين أهم مشاريع الترميم التي تنفذها دائرة الاثار العامة، مشروع قصر الحلابات وبعض أجزاء جبل القلعة في العاصمة، والقصور الصحراوية في مناطق الازرق وأم الرصاص، اضافة الى المدرج الغربي في مدينة أُم قيس.
ولا تكفي القدرات المادية للدائرة لاعادة استملاك تلك الاراضي، وهو ما قال الخريشا انه راكم مبالغ مطلوبة للاستملاك، موضحا أن الاموال المطلوبة لاستملاك المواقع الاثرية بلغت قبل عامين 27 مليون دينار.
وأضاف ان الدائرة طلبت 1.2 مليون دينار خلال العام الحالي من موازنة وزارة السياحة لاعادة استملاك الاراضي، لكن الدائرة لم تحصل سوى على 600 ألف دينار من الموازنة العامة.
وأظهرت إحصاءات صادرة عن وزارة السياحة والآثار أن دخل الاردن من قطاع السياحة الذي يشكل 11 % من الناتج المحلي الإجمالي بلغ العام الماضي 2.1 بليون دينار.
وتظهر أرقام رسمية أن 813.2 ألف سائح زاروا العام الماضي المواقع السياحية والاثرية الأردنية، وفي مقدمها مدينة البتراء الاثرية.
ولا تعرف نسبة كبيرة من سكان بلدة حوفا التي تتبع لبلدية الوسطية عن وجود الكنيسة التي يؤكد الباحث العزام أنّ لها قيمة فنية ومعمارية كبيرة، موضحا أنه لا بد من دراسة الموقع الذي يمكن من خلاله الاستدلال على تاريخ المنطقة والاحاطة به.
وفي المملكة 13 الف موقع أثري صغير وكبير مسجلة في قاعدة بيانات دائرة الاثار العامة، وتتوفر حولها معلومات، وهي كما تؤكد الدائرة تشكل نزرا يسيرا من المواقع الاثرية في المملكة.
ويُقر متصرف الوسطية بدر القاضي بالوضع المأساوي لموقع كنيسة حوفا والمقام المجاور الذي لم يكن في منأى عن التخريب والتدمير، لافتا الى ان الافتقار للمعلومات لا يؤهل لتكوين فكرة عن موقع الكنيسة. لكنه قال ان المتصرفية ستخاطب دائرة الاثار العامة لحثها على وضع الموقع على أجندة اهتماماتها.
واضاف انه سيجتمع مع مفتش آثار اربد للتنسيق في هذا الخصوص بعد زيارة الموقع، وتحديد ما يحتاجه من مقومات للمحافظة على بقائه أمام العبث والسطو.
وعلى الرغم من تردي أوضاع كنيسة حوفا يقول الناطق الاعلامي باسم دائرة الآثار العامة الدكتور رافع حراحشة ان ترميم الكنيسة وصيانتها غير مدرج على أجندة العام الحالي، لافتا الى أن مخصصات مالية سترصد لهذا الغرض في العام المقبل. واستغرب حراحشة أن يبلغ سوء الاحوال في موقع الكنيسة حد تحوله مكرهة صحية، أبو دلو وقال انه سيجري اتصالات مع مفتش آثار اربد لتدارك الامر، موضحا أن في مقدور مكتب آثار اربد توجيه ورشة نظافة الى الموقع، وبشكل دوري.
وبعدما اعتبرت تراث الأردن الأثري موردا ثقافيا لا يُعوّض، أشارت الباحثة ابو دلو الى أن الأردن من أكثر دول العالم في التنقيب الأثري، مؤكدة أهمية اتباع خطط علمية في البحث والتنقيب والتسويق السياحي للاردن الذي يعد متحفاً أثرياً كبيراً.
ولاحظت أن في المملكة مئات المواقع الأثرية والسياحية ذات القيمة التاريخية التي ينبغي الاهتمام بها بشكل منهجي ومؤسسي لئلا تندثر معالمها كما حدث في كثير من المناطق، ما يستدعي وعيا مؤسسيا لحماية التراث الحضاري وإدارته بوصفه رصيدا وذاكرة لا تنضب.
وفي هذا الخضم، تشير ابو دلو الى أن هناك مواقع أثرية أُخرى مثل اليصيلة في لواء الرمثا ووادي الشلالة وقم وتل الفخار وزيرقون جرت دراستها واستملاك بعضها وتعيين عدد من الحراس فيها، لكن واقعها الحالي يؤكد أنها بلا اهتمام أو متابعة من الجهات المسؤولة.
وتتساءل عمّا جرى من تطوير لموقع حوفا الذي مضى على اكتشافه أكثر من ستة عشر عاما، فـ"لم تقم الجهات المسؤولة خلالها بأي جهد سوى دفع اجور حارس المكان ان كان ذلك يعد جهداً"، على ما ترى أبو دلو.
وقالت: "ان ارضية الموقع ما تزال مغطاة بقطع من البلاستيك وفوقها طبقة من الرمل الناعم، ومع مرور 16 عاما عادت الاعشاب تنمو فوق الموقع في ظل غياب التنظيف والاهتمام، فضلا عن تعرض جزء من الفسيفساء للتخريب والتدمير"، متسائلة عن دور الجهة المشرفة في تحسين أحوال الموقع ومراقبته.
من جهته، أكد مدير اوقاف محافظة اربد جمال بطاينة أن مسؤولية حراسة مقام الشيخ صالح تقع على عاتق بلدية الوسطية، مشيرا الى ان هناك اتفاقية في هذا الخصوص تؤكد أن المقامات تتبع لوزارة الاوقاف لكنها اداريا تتبع للبلديات. وقال ان مسؤولية البلدية ان تنشئ سورا حول المقام وتقوم على صيانته ورعايته، "فما ينطبق على المقابر التي تتولاها البلديات ينطبق على المقامات"، حسب البطاينة.
لكن رئيس بلدية الوسطية عماد العزام، يؤكد أنه اتفق مع وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية عبدالفتاح صلاح خلال زيارته للمنطقة قبل نحو اسبوعين على ان تقوم الوزارة بصيانة مقامي الشيخ صالح في منطقة حوفا والشيخ عظيم في الوسطية وتعيين حارسين لهما.
وقال ان البلدية تعاني شحّاً في مواردها المالية وهو ما ينعكس على مشاريعها والتزاماتها، خصوصا وان هناك حاجة ماسّة لتسوير مقبرة البلدة وهو ما يعتبر اولوية.
ولا تتجاوز ميزانية بلدية الوسطية للعام الحالي مليون دينار تستحوذ رواتب الموظفين والعاملين على نسبة كبيرة منها.
وفي مقاربة ذات مغزى ختم الباحث محمد العزام حديثا ذا شجون عن المكان الذي يعشق: عبر الزمن لم تكن حوفا المكان زخرفا للتأنق، ولكنها كانت بيئة لتشكل ملامح انسانها ومعمارها فتركت بصمات شخصيتها على ناسها واشجارها. ولفت الى ان حال كنيسة حوفا يثير ثنائية من سخرية وشفقة في مكان عرف كيف يتعايش مع انتظار القادم المجهول محملاً بأمل التغيير.
والحال هكذا اختتم العزام حديثه واصفا حال الموقع بقوله "لعلّ كنيسة حوفا تعد وشماً على جبين الشمال لكن الإهمال أحاله أثراً بعد عين".