بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

اوجاع السياحة الداخلية

ااوجاع السياحة الداخلية
ربى احمد ابو دلو
كل الشكر والتقدير لمعالي وزيرة السياحة والاثار ...على التوضيحات الجريئة التي قراتها لها سابقا وبعد ان كتب العديدعن اوجاعهم عن السياحة الداخلية ومشاكلها والتي هي نتاج الرغبة الشديدة لدى الجميع في تنشيط الحركة السياحية الداخلية للاستفادة من آثارها الإيجايبة,, اجتماعية كانت ام اقتصادية.اسمحي لي ان اتطرق لشيء فيه فائدة لهذا القطاع مستعينا بخبرتي العلمية والعملية البسيطة في مجال السياحة والاثار. فلا بد من التخطيط لسياحة داخلية ناجحة.فقد وجدت انه قد يكون من الصعوبة بمكان استخدام الأساليب التخطيطية التقليدية لوضع استراتيجية عامة تترجم إلى خطط عشرية أوخمسية تفصل إلى خطط وبرامج قصيرة المدى، فنجد أنفسنا بعد التنفيذ أننا قد حدنا بعيداً عن الأهداف التي كنا نأمل في تحقيقها من خلال هذه الخطط.وقد يكون من المفيد أن نأخذ بأحدث اساليب التخطيط التي تتكون من:أولاً: تبني رؤيا سياحية ويعتمد تحديد هذه الرؤيا على وجود قاعدة بيانات متكاملة ثم تحلل هذه البيانات وتحدد من خلالها مؤشرات رئيسية تكون أساسا للرؤيا السياحية المقترحة.ثانياً: تحديد استراتيجية لتحقيق هذه الرؤيا وبعد أن يتم تبني الرؤيا السياحية وتحديد توجهاتها، تقترح استراتيجية لتحقيق هذه التوجهاتثالثاً: وضع خطط العمل لتنفيذ الاستراتيجية بعد اعتماد هذه الاستراتيجية، تحدد السياسات والأنشطة والبرامج اللازمة لتحقيقها، ثم توضع خطط عمل تفصيلية لتنفيذ السياسات والأنشطة والبرامج المحددة.رابعاً: المتابعة والتحديث ان متابعة تنفيذ السياسات والأنشطة والبرامج لمعرفة مستوى تنفيذها ومدى نجاحها في تحقيق الفائدة المرجوة منها ومن ثم تحديثها، هو من أساسيات العملية التخطيطية السليمة.لنكاثف الجهود لتحقيق الهدفولا اعلم ان كنت مخظئة ام لا فانا وكباحثة ومتابعة لكل ما يتعلق بالاثار والتراث ..اعتفد ان عضوية الاردن في لجنة التراث العالمي تنتهي في 2011 ؟؟ وهذا يعني انه سيكون لنا تاثير في الجلسة المخصصة لاستعراض طلبات الدول لتسجيل المواقع التي طلبت ادراجها في قائمة التراث العالمي ويجري التصويت على كل موقع على حدة، ومن حق الدول الأعضاء أن تبدي تحفظاتها بشأن الموقع وللدول غير الأعضاء التي ترسل مراقبين أن تتقدم بتحفظاتها مكتوبة حول أي موقع من المواقع التي تطرح للتصويت الى رئيس دورة المجلس لتدرج في التقرير النهائي للدورة. والى الان تم تسجيل البتراء وأم الرصاص بالإضافة الى قصر عمرة انضمت في وقت سابق إلى قائمة منظمة التراث العالمي في اليونسكو.وهذا يعني 4 مواقع فقط ؟؟؟؟ ونحن نملك العديد من المواقع الاثرية السياحية الغنية ؟؟؟اين الخطا اذن ؟والتوجه حاليا يكمن في إدراج كل جرش وتم ادراج وادي رم على اللائحة التمهيدية لمنظمة التراث العالمي خلال العام الحالي وقد تم ادراج وادي رم.وللأسف لم نشرع في تسجيل أي موقع من المواقع الثقافية او الطبيعية الموجودة في المملكة على «قائمة التراث العالمي» التي تضم حتى الآن 878 موقعا ثقافيا وطبيعيا حول العالم علما باننا نملك العديد ن المواقع مثل ( طبقة فحل – اذرح -ام الجمال –الزيرقون- وادي الشلالة) وغيرها من المواقع الاثرية في الاردن.السؤال المهم ؟ما المخاوف التي قد تكون وراء تأخر تسجيل المواقع الاثرية الكثيرة في الاردن والتي تستحق التسجيل ؟ ومدى مصداقية هذه المخاوف ؟ ولا أستغرب الان بعد هذه التصريحات هذا التأخر في تسجيل مواقع اخرى في الاردن ، خصوصا في ظل وجود عدد من خبراء التراث الثقافي البارزين عربيا وعالميا وهم ذوو اطلاع واسع على واقع التراث العالمي، وهذا على الرغم أيضا من مشاركة مراقبين من المملكة في جميع دورات لجنة التراث العالمي واجتماعاتها غير الاعتيادية. فما هي سبل التعجيل في تسجيل المواقع الاثرية؟؟ وهل سيساهم تكاثف الجهود في ذلك؟؟هل سينجح بناء شراكة حقيقية بين اطراف القطاع السياحي الخاص والعام ؟؟هل سيتم وضع خطة ادارية محكمة ؟وان وضعت؟ من سيقوم بمحاسبة الجهات ذات العلاقة ومتابعتها ؟؟ خاصة وان الوقت ليس من صالحنا .وإذا ما اردنا لسياحتنا أن تزدهر وتتطور بالشكل الذي يتوافق وطموحاتنا الكبيرة وتاريخنا العظيم وآمالنا المعقودة على هذا القطاع فأن الحفريات الاثرية يجب أن تأخذ حقها بشكل واف من البحث العلمي والدعم اللازم الذي يوجب علينا إعادة تقييم السياسات الحالية التي تعتمدها وزارة السياحة والاثار ودائرة الاثار العامة بشكل خاص تجاه هذا النشاط المحدود في التنقيب عن المواقع الاثرية وهنا استذكر الاحباط الذي كان يرمي بظلاله حين درست الاثار بحب كبير وكنت موظفة في هذه الوزارة واستذكر كم احببت العمل بها..وتالمت كثيرا حين اتخذت القرار ... واستذكر كيف اضطررت انا وزملاء لي لمغادرتها..واستذكر احباطات طلبة قسم الاثار عندما يصبحون على وشك التخرج حيث كان يعلم الجميع بأن فرص العمل في مجال التخصص كانت شبه معدومة إلا لأعداد محدودة جدا إذا ما حالفها الحظ في التعيين في وزارة السياحة والاثار وبالتحديد في دائرة الاثار العامة فيما كان يتجه غالبية الخريجين للعمل في مجالات اخرى لا تتوافق وطبيعة تخصصاتهم . وهنا اجد من الضروري ايلاء هذا الجانب ايضاً الاهمية القصوى لما له من دور هام في تنمية القطاع السياحي على اسس مهنية .أما ما نتمناه أن يحصل في الأردن هو ما قد اسميه حراك عام تجاه السياحة والاثار يدفع بكل الطاقات الكامنة للانخراط بالمحافظة على المواقع الاثرية التي تم التنقيب بها ومتابعتها من قبل كل الجهات المسؤولة لما لهذه الظاهرة من انعكاسات ايجابية على القطاع السياحي والأثري . ولتسمح لي معالي الوزيرة بكل التقدير ان أتوجه هنا باللوم والعتب المغلف بالمحبة الى وزارة السياحة والآثار ومدير الآثار العام حيث يجب أن تولي هذا الجانب أهمية كبيره تتناسب مع تطلعاتنا كمواطنين ودارسين وباحثيين ... وأتمنى أن ياتي اليوم الذي نشهد فيه ولادات جديدة لمواقع اثرية جديدة وكوادر متعلمة ولديها المعرفة الكافية للعمل والمتابعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق