بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 22 يناير 2010

الى استاذي أ. د. معاويه ابراهيم










ستظل شمسك مضيئة معنا


ربى أحمد أبو دلو

ليسمح لي أستاذنا الفاضل الدكتور محمد عدنان البخيت أن أهنئه من القلب على مقاله "مزامنات مع معاوية إبراهيم" (الغد: 02/05/2009). لأول مرة أجد قلمي عاجزا عن الكتابة أو الوصف.. لشخص أستاذي الكبير الدكتور معاوية ابراهيم الذي له في قلبي وفي قلوب كل من عاصروه وتعلموا على يديه الحب والامتنان والتقدير الكبير. لقد عاصرت كطالبة فترة تأسيس الدكتور معاوية المعهد ومكتبة الآثار التي ضمت معظم الكتب النادرة عن الآثار وبجهود متواصلة وحثيثة منه كانت بالفعل متميزة ونادرة في مقتنياتها. لقد سهلت عليّ كباحثة ودارسة في ذلك الوقت أنا وزملائي التواجد في مكان واحد لأخذ المعلومة التي قد تكون متناثرة في كل مكتبة. ولم يكتفِ بذلك فقط بل كانت مكتبته الخاصة ايضا مفتوحة للجميع. وأقام مبنى المعهد وأسس مدرسة أكاديمية كبيرة لعلوم الآثار والأنثروبولوجيا.. تخرج فيها طلبة أردنيون وعرب. وأرسى لهذا المعهد تقاليد علمية نادرة وكانت هناك توأمة في الثقافات والتبادل الثقافي داخل حرم المعهد الذي اتخذ صبغة خاصة في كل شيء. داخل المبنى كنا نحس بالتميز. كنا نحس بأننا أسرة واحدة .. بوجوده بجانبنا دائما كنا نحس بالعروبة والتواصل الدائم ... لقد كان المتحف من ارقى وأرفع المعاهد العلمية العريقة في العالم.
لقد أثبت الدكتور معاوية خلال تواجده معنا ومن خلال نشاطه المميز وسعيه الدائم أنه مثال يحذى حذوه في قيادة الحوار الصحي الناجح معنا واعتمد على المنطق والموضوعية والتحليل لكل فكرة تحتوي هذا الحوار الذي أعطانا الثقة الكبيرة بالنفس ومواجهة التحديات مهما تكون لتجعلنا طلبة متميزين يعتمد عليهم. فبالرغم من اللقب الذي وضع تحت اسمه "مدير معهد الآثار والانثروبولوجيا" فلم نحس يوما إلا أنه مثلنا نتبادل معه وجهات النظر والآراء المختلفة وما هذا إلا دليل على التواضع. فهو متواضع في تعامله مع الآخرين وفي فكره وفي احتواء الآخرين. جميل الحضور وغني الأفكار ومعطاء لأبعد حد. لديه حجة الإقناع والدفاع عن الفكرة حتى آخر رمق. علمني الكثير حتى وأنا بعيدة عن التخصص. أعود له حتى بعد التخرج حتى بعد السنوات التي مرت ما يزال الدكتور معاوية يتذكرنا ويتابع نشاطاتنا ويوجهنا ويساعدنا في الاستمرار وبذل المزيد. يدرك أين تقف جيدا ويسعى بطبعه الكريم أن يضع خبرته التي كلفته الكثير من العناء والجهد والوقت في أيدينا.
أستاذي العزيز يا من علمتني أن الآثار والتاريخ حياة في عروق الحياة وأن مواكبة هذا العلم أمل و نور و ضياء حتى لو ابتعدت عنه. يا من علمتني أن القلب منجم فمنه نعرف كنه هذا الإنسان؛ أهو ذهب صاف أم مطلي أم نحاس بلا طلاء. يا من علمتني الكثير لك مني كل الشكر والتقدير. نهنئ أنفسنا بك أيها الاستاذ الكبير والرجل الرائع لوجودك معنا، وأرجو أن تظل شمسك مضيئة معنا ومع كل من يحتاجك دائما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق